#1
|
|||||||||
|
|||||||||
قيل عن الآلم
يعتقد الكثير منّا بأن الآلام هي مصدر تعاسة الإنسان ، ويظنون أنه لولا هذه الآلام لعشنا بدون شكوى .
وهذا الاعتقاد صحيح في جزء منه ، لأن الألم في الغالب هو شعور بدني أو معنوي غير مريح ، يصاحب أي تأثير على الخلايا الحيّة بالجسم حيث لا يشعر به إلا من يعاني منه ، وخاصة أولئك الذين يحرمهم هذا الألم لذة النوم، أو لذة الطعام . فلو حاول أي منّا أن يصف الآلام التي يسببها مرض ما ، فلن يستوعب ذلك الوصف من لم يقاسٍ ويجرب تلك الآلام التي نحاول شرحها . ورغم ذلك فإن للألم بعض الفوائد ومنها أنه يدل على موضع المرض أو الداء ، فهو في هذه الحالة يُنذر بوجود علة صحية مثلما ينبّه جرس الإنذار في أي مبنى عن وجود حريق أو خطر قادم . ويساعد الألم في تحجيم الداء قبل استفحاله وذلك إذا تنبهنا وعالجنا سبب الألم بمجرد الشعور به ، حيث أن من أهم فوائده هي التنبيه لعلاج الأمراض قبل استفحالها . ولعل هذا يسبب التخوّف الكبير الذي يعيشه البشر من الأمراض الخبيثة مثل السرطان – أجاركم الله منها - ، لأن هذه الأمراض تسري في جسم الإنسان بدون أي آلام أو مقدمات يشعر بها من أصيب بها ، ولا يتم اكتشافها إلا بعد أن تكون قد وصلت إلى مراحل متقدمة يصعبُ علاجها . ومن فوائد الشعور بالألم معرفة قدر الصحة وبالتالي شكر الله عليها والعودة إلى الله بالدعاء والأعمال الصالحة طلباً للعافية، والاستمرار على ذلك بعد الشفاء بأذن الله. كما أن من فوائد الألم الذي يصيب المؤمن ، أن في الصبر عليه أجر عظيم من الله ، فعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب – وهو المرض والوجع - ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " . رواه البخاري رحمه الله . ومن فوائد الألم أيضاً ، ما يحصل من تعاطف وتواصل بين الناس وبين المتألم للتخفيف عنه . وكما أن للآلام العضوية فوائد، فإن للآلام النفسية التي نشعر بها أحيانا بسبب تقصيرنا في أداء ما علينا من واجبات دينية ، أو لتجاوزنا لبعض محارم الله فوائد أيضاً . ففي ظروفنا الحالية لم يعد النظر إلى الحرام منكراً في عرف البعض خاصة من خلال وسائل الإعلام التي دخلت إلى معظم البيوت على الرغم من أننا نعرف جيداً هذه الآية الكريمة : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم }[النور: 30] . كما أن الكثير من الحدود الدينية قد طال نظرتنا لها بعض التساهل بسبب ما طرا على حياتنا من تغيير . وفي هذا الواقع من التغييرات يشعر البعض ممن يحرصون على طاعة الله بآلام نفسية نتيجة لوجود النفس اللوامة بداخل كل منهم تلومهم لتقصيرهم في فعل طاعة ، أو لارتكابهم معصية نتجت عن تفريطهم في جنب الله وتحثهم على العودة إلى جادة الصواب ، وذلك بعكس من لم تلمه نفسه فاستمر في غيّه وتقصيره ولم يفكر بالتوبة والاستغفار ، وهذه من أهم فوائد الألم النفسي الذي نحتاجه ليقومنا متى ما حدث أي انحراف فينا . أنها دعوة للحرص على طاعة الله في كل أمور حياتنا ، وأن نعرف بأن أفضل النفوس هي من تلوم نفسها في طاعة الله ، وإن شعورنا بالآلام النفسية نتيجة لهذا اللوم لهو إحدى علامات حبنا لله ومحبته سبحانه وتعالى لنا بشرط أن نتخلص من الذنب الذي سبب لنا هذه الآلام ، فمن علامات صلاح العبد وحياة القلب أنه لايزال في مراجعة تامة لأحواله ، وأعماله خوفاً من عقاب الله جل وعلا وطلباً لرحمته سبحانه وتعالى . اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها . اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر الشيطان وشر أنفسنا ، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين منقول |
01-31-2020, 11:25 AM | #5 | ||||
|
|
||||
أعتذر عن عدم قبول صداقه الفتيات كذلك الرجاء عدم ارسال رسائل خاصه الا للضروره وشكرا لتفهمكم
|
02-03-2020, 09:10 PM | #8 |
|
وَ فِي حَرمِ الجَمَال ليسَ أبلَغُ منَ الصّمتْ
إبدَاعٌ مِن أنَاملك ..! بُورِكتْ الْأنَامِل وَ حُرّمتْ عنهَا النّارْ لِـ روحِك الورد | |
|
02-03-2020, 09:10 PM | #9 |
|
يعطيك العافيه
ع الموضوع الجميل جدا |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|