ثم تذهل عن النظر إلى بنائك الداخلي
لتنظف ما علق به من شوائب ،
فهذا شيء يستحق العجب وإعادة النظر .
فمع زحمة الحياة وتوالي الأحداث على صفحة
الكون غدت لحظة التأمل ،
والنظر إلى الوجدان ، واستشفاف القصور
والعيوب لعلاجها عادة انفرد بها
النبهاء والأذكياء وأصحاب الضمائر الحية فقط .
أنظر حولك ترى العالم في سباق محموم ، وأكاد أجزم
أن من حولنا أشخاص لم يقفوا ولو لبرهة واحدة كي
يراجعوا مشوار حياتهم ويقيموا الجيد والحسن من سلوكهم وأفكارهم .
حياتك تستحق منك أن توليها كثير من الجهد والاهتمام ،
تحتاج منك أن تقف بعد كل محطة في رحلتها لتقيم
فيها نتائج المرحلة من مغنم ومغرم
ولتثبيت الفؤاد الذي قد يضطرب من سرعة
وقوة تلك الحياة المائجة الجامحة .
إن عُقد حياتنا ما يلبث ينفرط منا حبة حبة إذا ما لفنا
ثوب الغفلة .
خاصة وأن معظم البشر يرهب مواجهة النفس ،
ومراجعة المبدأ ، وتغيير السلوك والعادة
ولا يدرك أن قوته تكمن في قدرته على كسر شوكة
عاداته السيئة ،
وتحطيم صنم أفكاره ومعتقداته الفاسدة ،
والإنابة إلى جادة الطريق المستقيم .
وهذا لن يكون إلا بتلك النظرة الموجهة إلى الداخل ،
تلك النظرة الصارمة الحازمة التي لا تلين لسعادة دنيئة خاطفة ،
ولا تغض الطرف عن مكسب سريع لا يتوافق مع فطرتها .
أنظر داخلك ، وأزل بيد طهور شوائب وعلائق ضارة ..
وأرو بماء الحماسة واليقين بذور الخير والجمال والتقدم .
ولا يزهدنك في رحلة المكاشفة قلة الصاحب ووحشة الطريق ..
فهكذا دروب الحق ! .
قال انديرا غاندي:
جدي قال لي يوماً أن هناك نوعان من البشر:
نوع يقوم بالعمل ونوع يحصل على التقدير...
وقد قال لي أن أحاول أن أكون من النوع الأول حيث أن المنافسة فيه قليلة