كلمة الإدارة |
الإهداءات | |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-02-2017, 10:01 AM | #211 |
عمدة الحاره
|
سورة الصافات
التعريف بالسورة مكية . من المئين . آياتها 182 . ترتيبها السابعة والثلاثون . نزلت بعد الأنعام . بدأت السورة بالقسم بجموع الملائكة " والصافات ". سبب التسمية سُميت السورة " سورة الصافات " تذكيرا لعباد بالملأ الأعلى من الملائكة الأطهار الذين لا ينفكون عن طاعة الله وعبادته " يسبحون الليل والنهار لا يفترون " وبيان وظائفهم التي كُلِّفوا بها . وبهذا سميت هذه السورة الكريمة بسورة الصافات نسبة لملائكة الرحمن الأبرار عليهم السلام الذين لا ينفكون عن عبادة الله تبارك وتعالى، وبالمناسبة هناك ملائكة ساجدة لله تعالى منذ خلقه للسموات والأرض، ولن يرفعوا رؤوسهم عن الأرض قط الى يوم القيامة، ويوم القيامة وندما يؤمرون برفع رؤوسهم يقولون: سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك، وهم الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: يسبحون الليل والنهار لا يفترون. سبب النزول سورة الصافات اسمها مأخوذ من بدء هذه السورة، وهو قول الله عز وجل: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا [الصافات:1]، أقسم الله عز وجل بالصافات، فسميت بسورة الصافات؛ لكون هذه الكلمة مذكورة فيها، وإن كانت هذه الكلمة مذكورة في سورة النور وفي سورة الملك، ولكن هناك ذكر الطير صافات، وهنا قصد الملائكة، وهذه السورة نزلت قبل سورة الملك، فسميت بسورة الصافات باعتبار أول آية فيها وَالصَّافَّاتِ صَفًّا [الصافات:1]. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:02 AM | #212 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة الصافات
محور مواضيع السورة سورة الصافات من السور المكية التي تعني بأصول العقيدة الإسلامية "التوحيد والوحي والبعث والجزاء " شأنها كشأن سائر السورة المكية التي تهدف إلى تثبيت دعائم الإيمان . وسورة الصافات شانها شان السور المكية تناولت أصول العقيدة الاسلامية (التوحيد، الوحي، البعث والجزاء). ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن ملائكة الرحمن الأطهار عليهم السلام الصافات قوائمها في الصلاة، او أجنحتها في ارتقاب أمر الله ، الزاجرين للسحاب يسوقونه حيث شاء الله ، ثم تحدثت عن الجن وتعرضهم للرجم بالشهب الثاقبة ردا على أساطير الجاهلية في اعتقادهم بأنّ هناك قرابة بين الله سبحانه وتعالى وبين الجنّ، فسبحانه وتعالى عما يصفون، وسبحانه وتعالى عما يشركون. ثم تناولت البعث والجزاء وانكار المشركين ليوم القيامة مستبعدين أن يكون هناك بعث ومن ثمّ حياة أخرى بعد الممات، وتأكيدا لعقيدة الايمان بالبعث والنشور فقد ذكرت السورة قصة المؤمن والكافر، وما دار بينهما في الدنيا من حوار 50- 61، ثم النتيجة التي آل اليها كل منهما بخلود المؤمن في الجنة جعلنا الله واياكم معه، وخلود الكافر في النار أعاذنا الله واياكم من مدخله. ثم تناولت السورة الكريمة بعضا من قصص الأنبياء عليهم السلام ، وقصة الذبيح اسماعيل عليه السلام بابتلاء الله عزوجل لخليله ابراهيم عليه السلام بالرؤيا الحق التي رآها في المنام أنّ الله يأمره بذبحه، وقال ابن عباس: أنّ رؤيا الأنبياء وحي، لأجل ذلك ما كان لابراهيم عليه السلام أن يتردّد في التنفيذ، وما كان لاسماعيل عليه السلام الا وأن يمتثل لأمر الله، لذا كانت اجابته ايجابيه تنم عن الصبر والحلم والامتثال المطلق لأمر الله تعالى أن يا أبت افعل ما تؤمر!، ولعلّ أمرا كهذا من الصعوبة بمكان وزمان أن يحصل مع غير عباد الله المخلصين، وتعالوا بنا نطالع معا الآيات الكريمات التي صوّرت وبكل الابداع والاعجاز القرآني الحوار الذي دار بين الأب وابنه عليهما السلام فلما بلغ معه السعي قا ل يا بنيّ اني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني انشاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتله للجبيبن* وناديناه لأن ابراهيم* قد صدّقت الرؤيا ، انا كذلك نجزي المحسنين* انّ هذا لهو البلاء المبين* وفديناه بذبح عظيم 102- 107. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:02 AM | #213 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة الصافات
محور مواضيع السورة أما الحكمة من هذه القصة فهي كما قال الصاوي: أنّ ابراهيم عليه السلام اتخذه الله خليلا، فلما سأل ابراهيم عليه السلام ربّه الولد، وهبه اسماعيل عليه السلام، فتعلقت شعبة من قلبه بمحبّة ولده، فأمر بذبح المحبوب لتظهر صفاء الخلة، فامتثل أمر ربه وقدّم محبة الله تبارك وتعالى على محبة ولده. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فلما عزم على ذبح ولده ورماه على شقه قال الابن: يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب ، واكفف ثيابك لئلا ينتضح عليها شيء من دمي فتراه أمي فتحزن ، وأحدّ شفرتك وأسرع بها على حلقي ليكون الموت أهون عليّ ، واذا أتيت أمي فأقرئها مني السلام، وان رأيت أن تردّ قميصي عليها فافعل، فانه عسى أن يكون أسلى لها عني، فقال له ابراهيم عليه السلام: نعم العون أنت يا بني على أمر الله. وختمت السورة الكريمة بالمكيال الأوفى بآيات بينات قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم: سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين. هذه السورة سورة مكية، ففيها أغراض السور المكية، وفيها الخصائص والميزات التي هي موجودة في السور المكية، والسور المدنية فيها التشريع فيأتي فيها الأحكام والأوامر والنواهي، والسور المكية فيها ترسيخ أمر العقيدة، وتوحيد الله سبحانه تبارك وتعالى في قلوب الخلق، ودفع الشرك عن الخلق، وبيان ما يعبدون من دون الله وأنها لا تنفع لا تضر، وبيان أن الإله الحق المستحق للعبادة هو الرب سبحانه تبارك وتعالى الذي يقدر على أن يخلق، وعلى أن يرزق ويدبر الكون سبحانه تبارك وتعالى. إذاً: هذه السورة الغرض منها إثبات وحدانية الله سبحانه تبارك وتعالى، وسوق الدلائل على تلك الآيات التي تدل على أنه وحده هو الذي يستحق العبادة، وأنه وحده المنفرد بالخلق وبتدبير الكون في العالم العلوي والعالم السفلي، بل في كل شيء قد انفرد بالخلق سبحانه، فله الخلق وله الأمر، فهو الذي يعبد وحده سبحانه تبارك وتعالى. وفيها أيضاً الإشارة إلى البعث والنشور وإثبات الحشر والجزاء يوم القيامة، وفيها وصف حال المشركين يوم الجزاء وكيف يفعلون وكيف يندمون على ما قصروا وما فرطوا في هذه الحياة الدنيا، وكيف يقع بعضهم في بعض، ويدعو بعضهم على بعض، ويلعن بعضهم بعضاً، وفيها وصف أحوال المؤمنين بأن الله سبحانه ينجيهم وأنه يدخلهم جنته سبحانه تبارك وتعالى. كذلك يذكر في هذه السورة حال المؤمنين وفرحهم بدخولهم الجنة، وكيف أنهم كما قال تعالى: أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ [الصافات:27]، وكيف ذكر أحدهم إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ [الصافات:51-52]، وأنهم تكلموا وهم في الجنة، وأخبرنا الله عز وجل عن فرحهم وسرورهم وكلام بعضهم لبعض فيها، وكيف أن الله ثبتهم في هذه الدنيا وثبتهم يوم القيامة حتى أدخلهم الجنة. ثم انتقل إلى دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، وأن الذي دعا إليه هو الذي دعت إليه الأنبياء والرسل قبله صلوات الله وسلامه عليه وأن الدعوة واحدة، والله عز وجل كما جعل لهؤلاء السابقين أعداء ونصرهم عليهم سبحانه تبارك وتعالى، وحقت كلمة الله سبحانه أن رسله هم المنصورون وأنهم هم الغالبون، كذلك يذكر لنبيه صلوات الله وسلامه عليه أنه سينصره سبحانه كما نصر هؤلاء السابقين. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:02 AM | #214 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة الصافات
محور مواضيع السورة و ذكر الله هنا شيئاً من مناقب الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام، الذين دعوا إلى الله سبحانه تبارك وتعالى وخاصة إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فهو إمام الأنبياء، فذكر الله كيف أن إبراهيم هاجر إلى ربه سبحانه، وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ [الصافات:99-101]، وذُكر في السورة قصة الذبيح؛ حتى نعلم كيف أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام استحق أن يكون خليل الرحمن بصبره على ابتلاء الله عز وجل له، وبتنفيذه جميع أوامر الله سبحانه، وبتقديمه ما يحب الله على ما يحبه هو عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. ثم ذكر الله المشركين وكيف أن اعتقاداتهم اعتقادات فاسدة، وأنهم كذبوا ربهم وتعجبوا مما لا يتعجب من مثله، كقولهم: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص:5]، فيعجبون من غير أن يستدعي الأمر عجباً! وذكر الله أنهم كانوا يكذبون النبي صلى الله عليه وسلم وهذا القرآن العظيم، والله عز وجل يجيب ويرد عن نبيه صلى الله عليه وسلم ويعده بالنصر على هؤلاء الكافرين. وقد بدأ هذه السورة بقوله سبحانه تبارك وتعالى: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا [الصافات:1]، فذكر ملائكة الله سبحانه تبارك وتعالى وختم هذه السورة بقوله تعالى: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِين ٍ [الصافات:171-174]، وقوله تعالى: وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ * سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ [الصافات:179-181] .. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:45]، فبدأ بذكر الملائكة، وانتهى بذكر رسل الله سبحانه، ونصر الله سبحانه لأنبيائه على الكفار. فضل السورة 1) أخرج النسائي والبيهقي في سنه عن ابن عمر قال : كان رسول اللهيأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات . 2) عن ابن عباس قال: قال رسول الله :" من قرأ يس والصافات يوم الجمعة ثم سأل الله أعطاه سؤله " اذا كان هؤلاء الملائكة الأطهار عليهم السلام وهو على هذا الحال، وأقروا أنهم لم يعبدوا الله حق عبادته، اذن فما نحن فاعلين؟ لا شيء الا رجاء رحمته تبارك وتعالى. سبحانك ربنا وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدّك لا اله الا أنت نسألك أن ترحمنا وتعاملنا بما أنت أهله، أنت أهل التقوى والمغفرة... وأهل الرحمة والاحسان. ( يتبع - سورة ص ) |
|
07-02-2017, 10:02 AM | #215 |
عمدة الحاره
|
سورة ص
التعريف بالسورة مكية . من المثاني . آياتها 88 . ترتيبها الثامنة والثلاثون . نزلت بعد سورة القمر . بدأت بأحد حروف الهجاء " ص " السورة بها سجدة في الآية 24 . سبب التسمية تسمى السورة الكريمة " سورة ص " وهو حرف من حروف الهجاء لإشادة بالكتاب المعجز الذي تحدى الله به الأولين والآخرين وهو المنظوم من أمثال هذه الحروف الهجائية . وتسمى أيضا (سورة داود عليه السلام) سبب نزول السورة عن ابن عباس قال : مرض أبو طالب فجاءت قريش وجاء النبى وعند رأس أبي طالب مجلس رجل فقام أبو جهل كي يمنعه ذلك فشكوه إلى أبي طالب فقال : يا ابن اخي ما تريد من قومك ؟ قال : يا عم إنما أريد منهم كلمة تَذِلُّ لهم بها العرب وتؤدي إليهم الجزية بها العجم ، قال : كلمة واحدة قال ما هي ؟ قال: لا اله الا الله ، فقالوا اجعل الآلهة إلها واحدا قال : فنزل فيهم القرآن ( ص وَالقرآنِ ذِي الذّكرِ بَل الَّذِينَ كَفَروا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ حتى بلغ إنَّ هَذَا إلا اختلاق ) . ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:02 AM | #216 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة ص
محور مواضيع السورة : سورة " ص " مكية وهدفها نفس هدف السورة المكية التي تعالج أصول العقيدة الإسلامية . سورة (ص)، وتسمى أيضا (سورة داود عليه السلام) هذه السورة المكية بإجماع من المفسرين والتي تتكون من 88 آية تعالج كغيرها من السور المكية موضوعي البعث والجزاء؛ واشتملت على مناقشة المشركين في عقائدهم والرد عليهم وبيان حالهم يوم القيامة، مع ذكر قصة خلق آدم وسجود الملائكة له وإبليس، وتذكير المشركين بأمثالهم من الأمم السابقة. وفيها سلسلة متعددة الحلقات من قصص الأنبياء – دون ذكر لأقوامهم – في معرض التسلية والتذكير والتنويه، وقد تخللتها مواعظ وتلقينات بليغة وتقريرات مهمة عن مهمة النبي صلى الله عليه وسلم وعموم رسالته للكون والزمان، وفصول السورة وآياتها مترابطة منسجمة ومتوازنة مما يدلّ على وحدة نزولها أو تلاحق فصولها في النزول. ومناسبة هذه السورة من خلال النسق الترتيبي لسور القرآن الكريم يلوح في أنها جاءت كالمتممة للسورة التي قبلها؛ سورة الصافات من وجهين اثنين: الأول: أنه ذكر فيها من قصص الأنبياء ما لم يذكر في تلك كداود وسليمان وأيوب عليهم السلام . الثاني: أنه بعد أن حكى فيما قبلها عن الكفار أنهم قالوا: {لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} [الصافات: 168، 169]، وأنهم كفروا بالذكر لما جاءهم بدأ عز وجل في هذه السورة بالقرآن ذي الذكر وفصل ما أجمل هناك من كفرهم وفي ذلك من المناسبة ما فيه . وقد نبه ابن القيم رحمه الله وهو من العارفين بأسرار القرآن ولطائف التنزيل إلى المقاصد الدقيقة لموضوعات هذه السورة الكريمة في وقفة تدبرية رائعة؛ ملمحا لما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة في لفتة خاطفة، إلا أن المتدبر بروية يلحظ ازدحام صور الخصومة ونماذجها في هذه السورة وأسلوب العلاج السلس الذي عالج به النهج القرآني الحكيم هذه المواقف الشرسة؛ ويمكننا باختصار تحليل واختزال هذه المواقف في مشاهد ثلاث: ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:03 AM | #217 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة ص
محور مواضيع السورة : المشهد الأول: خصومة الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم وقولهم: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5]، وإذا ما تناولنا هذه المواقف بالتحليل فسنجد أن السورة بدأت بذكر خصومة كفار مكة للنبي صلى الله عليهوسلم وقد عالج صدر السورة شقاق الكفار هذا في ستة عشر آية؛ الآيات (1-16)؛ فاستعرضت الآيات الكريمة حجج الكفار التي تذرعوا بها لرفض رسالة التوحيد ووحي السماء ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم تعرضت لتفنيد هذه الحجج الواحدة تلو الأخرى باستخدام أرقى أساليب الجدل العقلي والإعجاز بالمنطق الواقعي والتاريخي . المشهد الثاني: اقتحام الخصمين محراب داود عليه السلام: دلفت الآيات بعد علاج خصومات الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم في استطراد تساؤلي لطيف يذكر النبي صلى اللهعليه وسلم بنبأ الخصم اللَّذَين تسورا المحراب على داود عليه السلام واستعرضت القصة بأسلوب بديع يَستنبِط العبر والعظات من هذه القصة دون الخوض في تفاصيل تشغل عن المغزى أو تصرف عن المقصد ثم اختتمت المخاصمة بمواعظ بليغة في التحذير من اتباع الهوى في الحكم وفصل الخصومات والتذكير بالعواقب المردية المترتبة على ذلك، وفي ذات السياق تعرضت الآيات لابتلاء الله لعبديه سليمان وأيوب كما داود عليهم السلام وصبرهم على الابتلاء وإنابتهم وأوبتهم إلى الله وقبوله منهم وتفريجه عليهم ليختم لهم بحسن العاقبة كما هي حال المتقين دوما . المشهد الثالث: ينتقل من جدل وخصومات الدنيا إلى خصومات ما بعد البعث والجزاء ويكشف عن ما تؤول إليه الحال بعد استقرار القيم الحقيقية في الآخرة بين فريق الجنة وفريق السعير حيث يبدأ التلاعن والخصام في جهنم بين أفواج المجرمين عند إيراد بعضهم على بعض وما يصيرون إليه من سوء صحبة بعضهم لبعض رغم سرمدية إقامتهم، وتراشقهم بالتأنيب والخصام بينهم وهم في العذاب، وتُذيِّل الآيات بيانها بالتنويه إلى تجرد النبي صلى الله عليه وسلم من وسائل المعرفة غير الربانية؛ وأنه لولا تأييده بوحي السماء لما كانت عنده علوم النشأة الأولى وأخبار خصومات الملء الأعلى قبل خلق آدم، ولما حصلت عنده المعرفة بأحداث المستقبل البعيد وما يصير إليه البشر بعد فصل الجزاء وقطع النزاع وخصوصا أهل النار الذين تؤصد عليهم أبواب جهنم نسأل الله السلامة والعافية بمنه وكرمه . وعموما فقد تميزت الخصومة القرآنية في هذه السورة خصوصا وفي القرآن عموما بالتنوع، فقد حكى لنا القرآن الكريم عن قصص الأولين من الأنبياء وغيرهم، وفصل ما جرى بينهم من محاورات ومجادلات عبّرت عن خصومة بين طرفين مثلت الخصومة السرمدية بين الحق والباطل، كما اشتملت على دحض حجج الباطل ودمغه وزهقه والانتصار للحق وضمان الغلبة له وحسن العاقبة لعباد الله المتقين . ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:03 AM | #218 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة ص
محور مواضيع السورة سورة ص سورة مكّية ابتدأت بالقسم بالقرآن المعجز المشتمل على المواعظ البليغة التي تشهد أنه حق وأن محمدعليه الصلاة والسلام حق. والسورة تعرض جواباً على سؤال هام: ماذا يحدث عندما يحصل خطأ ما مع انسان مؤمن مع استسلامه لله تعالى؟ السورة تتحدث عن ثلاثة أنبياء استسلموا لله تعالى بعما أخذوا قرارات ظنّوها بعيدة عن الحق ثم عادوا إلى الحق وكيف ردّ الله تعالى عليهم، ثم تحدثت عن نموذج عكسي وهو ابليس الذي عاند ورفض ان يستسلم بعدما عرف الحق. قصة داوود: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) آية 17 عودته للحق: (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ) آية 24 قصة سليمان: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) آية 30 عودته للحق: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ) آية 34 قصة أيوب (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) آية 41 عودته للحق: (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) آية 44 في هذه القصص الثلاث يعطي الله تعالى لكل نبي صفة (عبدنا، العبد) وكلمة ( أوّاب ) معناها سريع العودة وذا الأيد معناها كثير الخير. ونلاحظ تكرار كلمة (أناب) رمز العودة إلى الحق. هذه القصص الثلاث نأخذ منها عبرة أن المستسلم لله يكون سهل الهودة إلى الله وإلى الحق. وتختم السورة بنموذج عكسي للعودة إلى الحق وهو نموذج ابليس اللعين وعناده (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ* إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) آية 73 إلى 76. فلنقارن بين هذه النماذج التي تعود إلى الحق لأنها استسلمت لله والنموذج الذي لم يستسلم لله وعاند فكانت نتيجة عدم استسلامه غضب شديد من الله تعالى ولعنة منه وطرد من رحمة الله وعذاب في الآخرة أشد (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ* وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) آية 77 إلى 78. خلاصة القول إن الإستسلام لله تبارك وتعالى عزّنا وسبب بقائنا واستمرارنا في الأرض ولهذا سمى الله تعالى هذا الدين (الإسلام). ( يتبع - سورة الزمر ) |
|
07-02-2017, 10:03 AM | #219 |
عمدة الحاره
|
سورة الزمر
التعريف بالسورة : مكية .ماعدا الآيات " 52،53،54" فمدنية . من المثاني . آياتها 75 . ترتيبها التاسعة والثلاثون . نزلت بعد سبأ . سبب التسمية سُميت بهذا الاسم لأن الله تعالى ذكر فيها زمرة السعداء من آهل الجنة ،وزمرة الأشقياء من آهل النار، أولئك مع الإجلال والإكرام ، وهؤلاء مع الهوان والصغار سبب نزول السورة 1) قال ابن عباس نزلت في أهل مكة قالوا : يزعم محمد أن من عبد الاوثان وقتل النفس التي حرَّم الله لم يُغْفَر له فكيف نهاجر ونسلم وقد عبدنا مع الله إلها أخر وقتلنا النفس التي حرَّم الله ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وقال ابن عمر نزلت هذه الآية في عياش بن ربيعة والوليد بن الوليد ونفر من المسلمين كانوا أسلموا ثم فُتِنُوا وعُذِّبوا فافتنوا وكنا نقول لا يقبل الله من هؤلاء صرفا ولا عدلا أبدًا قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذابٍ عُذِّبوا به! فنزلت هذه الآيات وكان عمر كاتبا فكتبها إلى عياش بن أبي ربيعة والوليد واولئك النفر فأسلموا وهاجروا . 2) عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمد فقالوا : إن الذي تدعوا اليه لحسن أن تخبرنا لما عملناه كفارة ؛ فنزلت هذه الآية ( يَا عِبَاديَ الَّذين أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِم ) رواه البخاري . 3) أخبرنا نافع عن عمر أنه قال : لمَّا اجتمعنا إلى الهجرة انبعثتُ أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بن وائل فقلنا الميعاد بيننا المناصف ميقات بني غفار فمن حُبِسَ منكم لرآياتها فقد حبس فليمض صاحبه فأصبح عندها أنا وعياش وحُبِسَ عنا هشام وفُتِنَ وافتن فقدمنا المدينة فكنا نقول ما الله بقابل من هؤلاء توبة قوم عرفوا الله ورسوله رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا ؛ فأنزل الله تعالى ( يا عبادي الذين أسرفوا إلى قوله أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) قال عمر : فكتبتها بيدي ثم بعثت بها فقال هشام : فلما قَدِمَت عليَّ خرجت بها إلى ذي طوى فقلت : اللهم فهمنيها فعرفت أنَّها أُنزِلَتْ فينا فرجعت فجلست على بعيري فلحقت رسول الله ، ويروى أن هذه الآية نزلت في وحشي قاتل حمزة رحمة الله عليه ورضوانه وذكرنا ذلك في آخر سورة الفرقان . 4) عن عبد الله قال أتى النبي رجل من أهل الكتاب فقال : يا أبا القاسم بلغك أن الله يحمل الخلائق على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والثرى على إصبع ؛ فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه فأنزل الله تعالى ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ )الآية ومعنى هذا أن الله تعالى يقدر على قبض الأرض وجميع ما فيها من الخلائق والشجر قدرة أحدنا ما يحمله بإصبعه فخوطبنا بما نتخاطب فيما بيننا لنفهم ، ألا ترى أن الله تعالى قال (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة ) ؟ أي يقبضها بقدرته ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:03 AM | #220 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة الزمر
محور مواضيع السورة : سورة الزمر مكية وقد تحدثت عن " عقيدة التوحيد " بالإسهاب حتى لتكاد تكون هى المحور الرئيسي للسورة الكريمة لأنها أصل الإيمان وأساس العقيدة السليمة وأصل كل عمل صالح . هذه السورة مكّية وتدور حول محور الإخلاص لله تعالى في كل الأمور وتبدأ بدعوة الرسول الكريم r باخلاص الدين له وتنزيهه عن مشابهة المخلوقين. كما ذكرت الآيات البراهين على وحدانية الله في ابداعه في الخلق. وشددت على أهمية الإخلاص لله حتى يوصلنا هذا الإخلاص للجنة مع زمرة المؤمنين. وهي سورة رقيقة تذكرنا بأهمية الإخلاص لله تعالى وترك الرياء. والإخلاص يكون في عدة أمور: إخلاص العبادة لله وإخلاص النيّة والإخلاص في كل أمور الدنيا والحرص على أن يكون كل ما نعمله في هذا الدنيا خالصاً لله رب العالمين حتى ننال خير الجزاء ونسعد بالجنة ونعيمها. وقد وردت كلمة الإخلاص ومشتقاتها في هذه السورة 4 مرّات للدلالة على أهميته. تبدأ السورة (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) آية 2 و3 بالدعوة لإخلاص العبادة لله وأن الدين لله وحده. وكما جاء سابقاً في القرآن (وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين) سورة النحل، آية 66، من بين الفرث والدم يخرج لنا اللبن الخالص من الشوائب النقي، كذلك العبادة لله يجب أن تكون خالصة لله مهما أحاطها من زيف الدنيا. و(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ) الآيات من 11 إلى 14 كلها تدعو لإخلاص الدين لله . ثم تنتقل الآيات لبيان من أولى بالإخلاص له: الله تعالى ام غيره؟ (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) آية 29 فالحمد لله أنه إله واحد لا شريك له إياه نعبد مخلصين له الدين. إخلاص العبادة: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) آية 9 ( يتبع ) |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التعريف, الصور, النزول, القرآن, الكريم, بسور, ومحاور, وأسباب, ومقاصد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 0 والزوار 14) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
«الدوخة».. عارض مزعج وأسباب مجهولة | رويم | زادك و صحتك | 5 | 02-20-2020 03:55 PM |
عملية حسابية لمعرفة رقم الصفحة في القرآن الكريم | إعجـــاز | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 6 | 01-02-2020 03:39 AM |
سجل حضورك بسوره من سور القرآن الكريم | فرح | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 54 | 01-01-2020 04:28 AM |
نساء لم يذكر القرآن الكريم أسمائهن | أميرة الاحساس | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 13 | 01-01-2020 02:21 AM |
الارهاب فى القرآن الكريم .. بقلمى | حسن سعد | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 9 | 04-12-2018 01:56 PM |