كلما قرأت وسمعت هذه الآية التي في سورة آل عمران:
《يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ
سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ》[آل عمران : 30].
إستشعرت أن كل عمل من خير أو سوء مكتوب في الدنيا
محضر يوم القيامة، فيفرح الإنسان بالخير، ويتمنى أن يكون بينه
وبين الشر أمدًا بعيدًا.
وأعظم ما في الآية من الترهيب {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}فإنها تخلع
القلوب، وترتعد وترتعش منها الأجساد خوفًا واضطرابًا.
وأعظم ما في الآية من الترغيب والرحمة {وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} فإنه
مع قوته وشدته ورهبته رؤوف رحيم بعباده، وإن مظاهر رأفته ورحمته كثيرة.
ومن مظاهر رأفته ورحمته أنه حذر عباده قبل أن يعاقبهم، وأنه يعفو
عن كثير من ذنوب عباده، وأنه فتح لهم باب التوبة حتى يقلعوا عن خطاياهم .
جلت بفكري في هذا العالم الذي نراه وأخذت أنظر بعين الباحثة عن السعادة،
ولأنني أعلم أن السعادة جائزة فأخذت أبحث وأبحث حتى وجدتها، والعجيب
أنها كانت قريبة مني ولكني كنت غافلة عنها، فعندما وجدتها فإذا بي وكأني
وجدت ضالتي فهل يا ترى ما هذه الجائزة؟
إن هذه الجائزة هي:
القرآن
فأخذت أقرأ آيات ربي فإذا بي في عالم آخر أرى من خلاله كل شيء
بصورة جديدة بل بصورته الحقيقية فأصابني حالة من الوجد والوجل ثم
الإطمئنان مما رأيت ولما لا وهو القرآن كلام الرحمن الذي فيه النجاة لبني
الإنسان بل والجان، فأخذت أنهل من معينه وأتدبر آياته فعندها تغيرت
حياتي فعندما أقرأ بسم الله أستشعر رحمة الله بنا بل أستشعر هذه
الرحمة التي عمت المؤمن والكافر،
وصدق الله إذا يقول: {ورحمتي وسعت كل شيء}
فهذا ما وجدته في بسم الله
فأنت ماذا وجدت؟
رزقنا الله وإياكم العيش مع القرآن والتدبر فإن القرآن هو الجائزة
والتدبر هو الجائزة الكبرى التي في القرآن