كلمة الإدارة |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#401 |
![]()
عمدة الحاره
![]() |
![]()
تابع – سورة الممتحنة
محاور السورة إن هذه السورة الكريمة من السور المدنية، التي تهتم بجانب التشريع، ومحور السورة يدور حول فكرة (الحب والبغض في الله)الذي هو أوثق عرى الإيمان، وقد نزل صدر السورة عتابا لحاطب بن أبي بلتعة، حين كتب كتابا لأهل مكة، يخبرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تجهز لغزوهم، كما ذكر تعالى حكم موالاة أعداء الله، وضرب الأمثال في إبراهيم والمؤمنين في تبرؤهم من المشركين، وبين حكم الذين لم يقاتلوا المسلمين، وحكم المؤمنات المهاجرات وضرورة امتحانهن، وغير ذلك من الأحكام التشريعية. ابتدأت السورة الكريمة بالتحذير من موالاة أعداء الله، الذين آذوا المؤمنين حتى اضطروهم إلى الهجرة، وترك الديار والأوطان {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء..} الآيات. ثم بينت السورة أن القرابة والنسب والصداقة في هذه الحياة، لن تنفع الإنسان أبدا يوم القيامة، حيث لا ينفع الإنسان إلا الإيمان والعمل الصالح {لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة..} الآيات. ثم ضربت المثل في إيمان إبراهيم عليه السلام وأتباعه المؤمنين، حين تبرءوا من قومهم المشركين، ليكون ذلك حافزا لكل مؤمن، على الاقتداء بأبي الأنبياء إبراهيم خليل الرحمن {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا..} الآيات. وتحدثت السورة عن حكم الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم..} وحكم الذين قاتلوا المؤمنين وآذوهم {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين..} الآيات. وبينت السورة وجوب امتحان المؤمنات عند الهجرة، وعدم ردهن إلى الكفار، إذا ثبت إيمانهن، وقررت عدم الاعتداد بعصمة الكافر، ثم بين تعالى حكم الهجرة، ومبايعة النساء للرسول صلى الله عليه وسلم وشروط هذه البيعة {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن..} الآيات وقوله: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا..} الآيات. وختمت السورة بتحذير المؤمنين من موالاة الكفرة المجرمين أعداء الله {يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور} وهكذا ختمت السورة بمثل ما بدأت به من التحذير من موالاة أعداء الله، ليتناسق الكلام في البدء والختام. ا ( يتبع ) |
|
![]() |
#402 |
![]()
عمدة الحاره
![]() |
![]()
تابع – سورة الممتحنة
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة: قال الزيلعي: سورة الممتحنة ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث: الحديث الأول: رُوِيَ أَن مولاة لأبي عَمْرو بن صَيْفِي بن هَاشم يُقال لَهَا سارة أَتَت رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ يُجهز لِلْفَتْحِ فَقال لَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ: «أَمُسْلِمَة جِئْت؟ قالت لَا قال أفمهاجرة. قالت لَا قال فَمَا جَاءَ بك. فَقالت كُنْتُم الْأَهْل وَالْمُوَالَى وَالْعشيرَة وَقد ذهبت الموَالِي يَعْنِي قتلوا يَوْم بدر فَاحْتَجت حَاجَة شَدِيدَة فَحَث عَلَيْهَا بني عبد الْمطلب فَكَسَوْهَا وَحملُوهَا وزودوها فَأَتَاهَا حَاطِب ابْن أبي بلتعة وَأَعْطَاهَا عشرَة دَنَانِير وَكَسَاهَا بردا واستحملها كتابا إِلَى أهل مَكَّة نسخته من حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى أهل مَكَّة أعلمُوا أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يُرِيدكُمْ فَخُذُوا حذركُمْ فَخرجت سارة وَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السلام بالْخبر فَبعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ عليا وَعمَّارًا وَعمر وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر والمقداد وَأَبا مرْثَد وَكَانُوا فُرْسَانًا وَقال انْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِن بهَا ظَعِينَة مَعهَا كتاب من حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى أهل مَكَّة فَخُذُوهُ مِنْهَا وَحلوهَا فَإِن أَبَت فَأَضْرَبُوا عُنُقهَا. فَأَدْرَكُوهَا فَجحدت وَحلفت فَهموا بِالرُّجُوعِ فَقال عَلّي مَا كذبنَا وَلَا كذب رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وسل سَيْفه وَقال أَخْرِجِي الْكتاب أَو تَضَعِي رَأسك فَأَخْرَجته من عقَاص شعرهَا. وَرُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السلام أَمن النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة هِيَ أحدهم فَاسْتَحْضر رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ حَاطِبًا وَقال مَا حملك عَلَى هَذَا فَقال يَا رَسُول الله مَا كفرت مُنْذُ أسلمت وَلَا غشتك مُنْذُ نَصَحْتُك وَلَا أَحْبَبْتهم مُنْذُ فَارَقْتهمْ وَلَكِنِّي كنت امْرَأً مُلْصقًا فِي قُرَيْش وَرُوِيَ عَزِيزًا فيهم أَي غَرِيبا وَلم أكن من أَنْفسهَا وكل من مَعَك من الْمُهَاجِرين لَهُم قرابَات بِمَكَّة يحْمُونَ أَهَالِيهمْ وَأَمْوَالهمْ غَيْرِي فَخَشِيت عَلَى أَهلِي فَأَرَدْت أَن أَتَّخِذ عِنْدهم يدا وَقد علمت أَن الله ينزل عَلَيْهِم بأسه وَأَن كتابي لَا يَنْفَعهُمْ شَيْئا فَصدقهُ وَقبل عذره فَقال عمر يَا رَسُول الله دَعْنِي أضْرب عنق هَذَا الْمُنَافِق فَقال وَمَا يدْريك يَا عمر لَعَلَّ الله قد اطلع عَلَى أهل بدر فَقال اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم. فَفَاضَتْ عينا عمر وَقال الله وَرَسُوله أعلم فَنزلت» هُوَ كَذَلِك بِتَمَامِهِ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ فِي أَسبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ. قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ والْحديث رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة بِنَقص أَلْفَاظ فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي موضِعين فِي الْجِهَاد وَرَوَاهُ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي المناقب وَأَبُو دَاوُد فِي الْجِهَاد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير كلهم من حديث عبيد الله بن أبي رَافع عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قال: «بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أَنا وَالزُّبَيْر والمقداد فَقال انْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِن بهَا ظَعِينَة مَعهَا كتاب فَخُذُوهُ مِنْهَا. فَانْطَلَقْنَا تَتَعَادَى بِنَا خَيْلنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَة فَإِذا نَحن بِالظَّعِينَةِ فَقُلْنَا هَلُمِّي الْكتاب قالت مَا عِنْدِي من كتاب فَقُلْنَا لتخْرجن الْكتاب أَو لتلْقين الثِّيَاب فَأَخْرَجته من عقَاص شعرهَا فأتينا بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ فَإِذا فِيهِ من حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى نَاس من الْمُشْركين يُخْبِرهُمْ بِبَعْض أَمر النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ فَقال النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ: يَا حَاطِب مَا هَذَا قال لَا تجْعَل عَلّي يَا رَسُول الله إِنِّي كنت امْرَأً مُلْصقًا فِي قُرَيْش وَلم أكن من أَنْفسهَا وَكَانَ مَعَك من الْمُهَاجِرين بهَا قرابَات يحْمُونَ بهَا أَهْليهمْ وَأَمْوَالهمْ فَأَحْبَبْت إِذْ فَاتَنِي فيهم ذَلِك أَن أَتَّخِذ مِنْهُم يدا يحْمُونَ بهَا قرابتي وَمَا فعلت ذَلِك كفرا وَلَا ارْتِدَادًا عَن ديني وَلَا رضَا بالْكفْر فَقال النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ: إِنَّه قد صدقكُم. فَقال عمر دَعْنِي يَا رَسُول الله أضْرب عنق هَذَا الْمُنَافِق فَقال النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ: إِنَّه قد شهد بَدْرًا فَمَا يدْريك لَعَلَّ الله اطلع عَلَى أهل بدر فَقال اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم. قال وَفِيه أنزل الله: {يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا عدوي وَعَدُوكُمْ أَوْلِيَاء} السُّورَة». ( يتبع ) |
|
![]() |
#403 |
![]()
عمدة الحاره
![]() |
![]()
تابع – سورة الممتحنة
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة: فِي لفظ للْبُخَارِيّ «بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أَنا وَأَبا مرْثَد الغنوي وَالزُّبَيْر بن الْعَوام وكلنَا فَارس فَقال انْطَلقُوا» الحديث ذكره فِي كتاب اسْتِتَابَة الْمُرْتَدين وَرَوَاهُ فِي كتاب الاسْتِئْذَان وَفِيه «فَقال عَلّي مَا كذب رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ» وَفِيه «فَقال عمر إِنَّه قد خَان الله وَرَسُوله فَدَعْنِي أضْرب عُنُقه فَقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ: أَلَيْسَ من أهل بدر وَمَا يدْريك لَعَلَّ الله اطلع عَلَى أهل بدر فَقال اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد وَجَبت لكم الْجنَّة. قال فَدَمَعَتْ عينا عمر وَقال الله وَرَسُوله أعلم». وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَفِيه «فَأَخْرَجته من حجزَتهَا». الرِّوَايَتَانِ فِي صَحِيح ابْن حبَان ذكر الأول فِي النَّوْع الثَّانِي من الْقسم الثَّالِث عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن عَلّي فَذكره بِلَفْظ الصَّحِيحَيْنِ الأول وَفِيه «فَأَخْرَجته من حجزَتهَا» ثمَّ أَعَادَهُ فِي النَّوْع الْحَادِي عشر مِنْهُ فَذكره بِسَنَد الصَّحِيحَيْنِ وَمَتنه إِلَّا أَنه قال: «بَعَثَنِي أَنا وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة والمقداد بن الْأسود». وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل بِلَفْظ الصَّحِيحَيْنِ وَفِي لفظ لأبي دَاوُد «قالت مَا معي من كتاب فَقال عَلّي وَالَّذِي يحلف بِهِ لأَقْتُلَنك أَو لتخرجي الْكتاب» الحديث بِطُولِهِ وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَابْن هِشَام وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي ثني الْمُنْذر بن سعيد عَن يزِيد بن رُومَان قال لما أجمع فَذكره بِلَفْظ ابْن هِشَام ثمَّ قال وحَدثني عتبَة بن جبيرَة عَن الْحصين بن عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن سعد قال هِيَ سارة وَجعل لَهَا عشرَة دَنَانِير. وَفِي السِّيرَة فِي فتح مَكَّة من حديث مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن جَعْفَر ابْن الزُّبَيْر عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر وَغَيره من عُلَمَائِنَا قالوا: لما أجمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ السّير إِلَى مَكَّة كتب حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى قُرَيْش كتابا يُخْبِرهُمْ فِيهِ بأَمْره ثمَّ أعطَاهُ امْرَأَة زعم مُحَمَّد بن جَعْفَر أَنَّهَا من مزينة زَاد الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي يُقال لَهَا كنُود وَزعم غَيره أَنَّهَا سارة مولاة لبني عبد الْمطلب وَجعل لَهَا جعلا عَلَى أَن تبلغه قُريْشًا فَجَعَلته فِي رَأسهَا ثمَّ فتلت عَلَيْهِ قُرُونهَا ثمَّ خرجت بِهِ وَأَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ الْخَبَر من السَّمَاء بِمَا فعل حَاطِب فَبعث عَلّي بن أبي طَالب وَالزُّبَيْر بن الْعَوام فَقال: «أدْركَا امْرَأَة قد كتب مَعهَا حَاطِب بِكِتَاب إِلَى قُرَيْش يُحَذرهُمْ مَا قد اجْتَمَعنَا عَلَيْهِ من أَمرهم». فَخَرَجَا حَتَّى أَدْركَاهَا بِالْحُلَيْفَة فَاسْتَنْزَلَاهَا فَالْتَمَسَا رَحلهَا فَلم يجدا شَيْئا فَقال عَلَى وَالله مَا كذب رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَلَا كذبنَا لتخْرجن هَذَا الْكتاب أَو ليكشفنك فَلَمَّا رَأَتْ الْجد قالت لَهُ أعرض فَأَعْرض فَحلت قُرُون رَأسهَا وَدفعت الْكتاب إِلَيْهِ فَأَتَى بِهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَدَعَا حَاطِبًا الحديث. وَرَوَى الطَّبَرِيّ أَيْضا وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَأَبُو يعلي فِي مُسْنده من حديث أبي سِنَان سعيد بن سِنَان عَن عَمْرو بن مرّة الْجملِي عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي البخْترِي عَن الْحَارِث عَن عَلّي قال لما أَرَادَ النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ أَن يَأْتِي مَكَّة أسر إِلَى أنَاس من أَصْحَابه أَنه يُرِيد مَكَّة فيهم حَاطِب بن أبي بلتعة وَأَفْشَى فِي النَّاس أَنه يُرِيد خَيْبَر قال فَكتب حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى أهل مَكَّة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يُرِيدكُمْ فَأخْبر رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ قال فَبَعَثَنِي وَأَبا مرْثَد وَلَيْسَ منا رجل إِلَّا وَعِنْده فرس فَقال: «ائْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ امْرَأَة مَعهَا كتاب فَخُذُوهُ مِنْهَا» فَانْطَلَقْنَا حَتَّى رَأينَا الْمَكَان فَقُلْنَا لَهَا هَاتِي الْكتاب فَقالت مَا معي كتاب ففتشناها فَلم نجده فَقُلْنَا لَهَا لَتُخْرِجنَّهُ أَو لَنُجَرِّدَنَّكِ قال عَمْرو بن مرّة فَأَخْرَجته من حجزَتهَا وَقال حبيب بن أبي ثَابت فَأَخْرَجته من قبلهَا فَأتوا بِهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم... الحديث. وَقوله وَرُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ أَمن النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة هِيَ أحدهم. وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب فتح مَكَّة أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الدِّمَشْقِي ثَنَا الْحسن بن بشر الْكُوفِي ثَنَا الحكم بن عبد الْملك عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك قال أَمن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ النَّاس يَوْم فتح مَكَّة إِلَّا أَرْبَعَة من النَّاس عبد الْعُزَّى بن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَعبد الله بن سعد بن أبي سرح وَأم سارة مولاة لقريش وَفِي لفظ سارة مولاة لبَعض بني عبد الْمطلب أَتَت رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فشكت إِلَيْهِ الْحَاجة فَأَعْطَاهَا شَيْئا ثمَّ أَتَاهَا رجل فَبعث مَعهَا بِكِتَاب إِلَى أهل مَكَّة فَذكر قصَّة حَاطِب. ( يتبع ) |
|
![]() |
#404 |
![]()
عمدة الحاره
![]() |
![]()
تابع – سورة الممتحنة
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة: كَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حديث الْحسن بن بشر بِهِ سندا ومتنا. وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَقال تفرد بِهِ الْحسن بن بشر. وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة من قول ابْن إِسْحَاق قال فِيهِ وَسَارة مولاة لبَعض بني عبد الْمطلب وَزَاد خَامِسًا قال وَالْحُوَيْرِث بن نقيذ فَإِنَّهُ لما حمل الْعَبَّاس ابْن عبد الْمطلب بِنْتي رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ من مَكَّة يُرِيد الْمَدِينَة جلس لَهما فَرَمَى بهما الأَرْض. وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي آخر الْحَج من حديث عمر بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن ابْن سعيد المَخْزُومِي عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ وَجعل الْحُوَيْرِث عوض سارة ثمَّ رَوَاهُ فِي آخر الْبيُوع من حديث مُصعب بن سعد عَن أَبِيه وَجعل عوضهَا عِكْرِمَة بن أبي جهل. وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْبيُوع وَسكت عَنهُ. وَفِي عُيُون الْأَثر لأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي وَمَغَازِي الْوَاقِدِيّ وَهَبَّار بن الْأسود وَقَيْنَتَا ابْن خطل كَانَتَا تُغنيَانِ بهجوه عَلَيْهِ السلام قال وَأما ابْن خطل فَإِنَّهُ كَانَ مُسلما وَبَعثه النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ مُصدقا وَمَعَهُ آخر من الْأَنْصَار فَعمد ابْن خطل عَلَى الْأنْصَارِيّ وَهُوَ نَائِم فَقتله ثمَّ ارْتَدَّ مُشْركًا فَأمر النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ يَوْم الْفَتْح بقتْله وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقتله أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ وَقيل سعيد بن حُرَيْث المَخْزُومِي وَقيل عمار بن يَاسر وَالْأول أثبت ثمَّ أسْند عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى قال سَمِعت أَبَا بَرزَة يَقول أَنا أخرجت عبد الله بن خطل من تَحت أَسْتَار الْكَعْبَة فَضربت عُنُقه بَين الرُّكْن وَالْمقَام. وَأما ابْن أبي سرح فَإِنَّهُ أَيْضا كَانَ مِمَّن أسلم وَهَاجَر وَكَانَ يكْتب الْوَحْي للنَّبِي صلى الله عليه وسلمَ ثمَّ ارْتَدَّ وَلحق بالمشركين فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْفَتْح اخْتَبَأَ عِنْد عُثْمَان فَأَتَى بِهِ وَاسْتَأْمَنَ لَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ وَحسن بعد ذَلِك إِسْلَامه ولاه عمر ثمَّ عُثْمَان بعده وَأما عِكْرِمَة فَإِنَّهُ فر إِلَى الْيمن وَلَحِقتهُ امْرَأَته أم حَكِيم بنت الْحَارِث بن هِشَام فَردته فَأسلم وَحسن إِسْلَامه. وَأما الْحُوَيْرِث بن نقيذ وَكَانَ يُؤْذِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ بِمَكَّة فَقتله عَلّي بن أبي طَالب يَوْم الْفَتْح. وَأما مقيس بن ضَبَابَة فَإِنَّهُ أَيْضا كَانَ مُسلما وَلكنه قتل رجلا من الْأَنْصَار بأَخيه هِشَام بن ضَبَابَة بعد أَن أَخذ الدِّيَة وَكَانَ الْأنْصَارِيّ قتل أَخَاهُ مُسلما خطأ فِي غَزْوَة ذِي قرد وَهُوَ يرَى أَنه من الْعَدو ثمَّ لحق بِمَكَّة مُرْتَدا فَقتله يَوْم الْفَتْح نميلَة بن عبد الله اللَّيْثِيّ وَهُوَ ابْن عَمه. وَأما هَبَّار بن الْأسود فَهُوَ الَّذِي عرض لِزَيْنَب بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ حِين بعث بهَا زَوجهَا أَبُو الْعَاصِ إِلَى الْمَدِينَة فَنَخَسَ بهَا فَأسْقطت وَأَلْقَتْ مَا فِي بَطنهَا وَأَهْرَقت الدِّمَاء وَلم يزل بهَا مَرضهَا حَتَّى مَاتَت سنة ثَمَان فَقال لَهُم عَلَيْهِ السلام: «إِن وجدْتُم هَبَّارًا فَأَحْرقُوهُ بالنَّار» ثمَّ قال: «اقْتُلُوهُ وَلَا تحرقُوهُ» فَلم يُوجد ثمَّ إِنَّه أسلم بعد الْفَتْح وَحسن إِسْلَامه وَصَحب النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ فَجعل النَّاس يَسُبُّونَهُ فَقال عَلَيْهِ السلام: «من سبك فَسَبهُ» فَانْتَهوا عَنهُ. وَأما قَيْنَتَا ابْن خطل فقتلت إِحْدَاهمَا وَاسْتُؤْمِنَ لِلْأُخْرَى فَعَاشَتْ مُدَّة ثمَّ مَاتَت فِي حَيَاته عَلَيْهِ السلام. وَأما سارة فَاسْتُؤْمِنَ لَهَا أَيْضا فَأَمَّنَهَا عَلَيْهِ السلام وَعَاشَتْ إِلَى أَن أَوْطَأَهَا رجل فرسا بِالْأَبْطح فَمَاتَتْ فِي زمن عمر. وَقال السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف: وَأما الْقَيْنَتَانِ اللَّتَان أَمر بِقَتْلِهِمَا فهما سارة وَفَرْتَنَا فَأسْلمت فَرَّتْنَا وَأمنت سارة وَعَاشَتْ إِلَى زمن عمر. وَقال ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي بَاب غَزْوَة الْفَتْح وَأمر النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ يَوْمئِذٍ بقتل سِتَّة نفر وَأَرْبع نسْوَة عِكْرِمَة بن أبي جهل وَهَبَّار بن الْأسود وَعبد الله بن أبي سرح وَمقيس بن ضَبَابَة وَالْحُوَيْرِث بن نقيذ وَهِنْد بنت عتبَة وَسَارة مولاة عَمْرو بن هِشَام وَفَرْتَنَا وَقَرِيبَة فَقتل مِنْهُم ابْن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَالْحُوَيْرِث بن نقيذ. وَكَذَلِكَ قاله الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي. ( يتبع ) |
|
![]() |
#405 |
![]()
عمدة الحاره
![]() |
![]()
تابع – سورة الممتحنة
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة: الحديث الثَّانِي رُوِيَ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ تزوج أم حَبِيبَة فَلَانَتْ عِنْد ذَلِك عَرِيكَة أبي سُفْيَان وَاسْتَرْخَتْ شَكِيمَته فِي الْعَدَاوَة وَكَانَت أم حَبِيبَة قد أسلمت وَهَاجَرت مَعَ زَوجهَا عبيد الله بن جحش إِلَى الْحَبَشَة فَتَنَصَّرَ وَأَرَادَهَا عَلَى النَّصْرَانِيَّة فَأَبت وَصَبَرت عَلَى دينهَا وَمَات زَوجهَا فَبعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ إِلَى النَّجَاشِيّ فَخَطَبَهَا عَلَيْهِ وسَاق عَنهُ إِلَيْهَا مهرهَا أَربع مائَة دِينَار وَبلغ ذَلِك أَبَاهَا فَقال ذَلِك الْفَحْل لَا يُقْدَع أَنفه. قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنَيْهِمَا فِي النِّكَاح من حديث عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن أم حَبِيبَة أَنَّهَا كَانَت تَحت عبيد الله بن جحش فَمَاتَ بِأَرْض الْحَبَشَة فَزَوجهَا النَّجَاشِيّ النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ وَأَمْهَرهَا عَنهُ أَرْبَعَة أُلَّاف دِرْهَم وَبعث بهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ مَعَ شُرَحْبِيل بن حَسَنَة. انْتَهَى. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد مُرْسلا عَن الزُّهْرِيّ أَن النَّجَاشِيّ زوج أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان من رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ عَلَى صدَاق أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم وَكتب بذلك إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَقبل. انْتَهَى. وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي النِّكَاح من طَرِيق ابْن الْمُبَارك أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن أم حَبِيبَة أَنَّهَا كَانَت تَحت عبيد الله بن جحش فَمَاتَ بِأَرْض الْحَبَشَة فَزَوجهَا النَّجَاشِيّ النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ وَأَمْهَرهَا عَنهُ أَرْبَعَة آلَاف وَبعث بهَا إِلَيْهِ مَعَ شُرَحْبِيل بن حَسَنَة. انْتَهَى. وَقال صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ هن وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة فِي مسنديهما كَذَلِك وَزَاد فِيهِ وَلم يُرْسل إِلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَكَانَ مُهُور أَزوَاجه أَرْبَعمِائَة دِرْهَم. انْتَهَى. ثمَّ رَوَى فِي فَضَائِل أم حَبِيبَة بِسَنَدِهِ إِلَى الزُّهْرِيّ قال تزوج رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَكَانَت قبله تَحت عبيد الله بن جحش الْأَسدي وَكَانَ قد هَاجر بهَا من مَكَّة إِلَى الْحَبَشَة ثمَّ افْتتن وَتَنصر وَمَات نَصْرَانِيّا وَأثبت الله الْإِسْلَام لأم حَبِيبَة حَتَّى رجعت إِلَى الْمَدِينَة فَخَطَبَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَزَوجهَا إِيَّاه عُثْمَان بن عَفَّان قال الزُّهْرِيّ وَزَعَمُوا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ كتب إِلَى النَّجَاشِيّ فَزَوجهَا إِيَّاه وسَاق عَنهُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّة. انْتَهَى. ثمَّ أسْند إِلَى الْوَاقِدِيّ ثني إِسْحَاق بن مُحَمَّد عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلّي عَن أَبِيه قال بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي إِلَى النَّجَاشِيّ يخْطب عَلَيْهِ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَكَانَت تَحت عبيد الله بن جحش وَزوجهَا إِيَّاه وَأصْدقهَا النَّجَاشِيّ من عِنْده عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أَرْبَعمِائَة دِينَار. انْتَهَى. ثمَّ أسْند أَيْضا إِلَى الْوَاقِدِيّ حَدثنِي عبد الله بن جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد بن أبي عون قال لما بلغ أَبَا سُفْيَان بن حَرْب نِكَاح النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ ابْنَته قال ذَلِك الْفَحْل لَا يفرع أَنفه هَكَذَا وجدته فِي نُسْخَة مُعْتَمدَة وَهَكَذَا وجدته فِي تَارِيخ ابْن أبي خَيْثَمَة يفرع بِالْفَاءِ وَالرَّاء وَبَينه فِي الْحَاشِيَة وَوَجَدته فِي عُيُون الْأَثر يقزع وَوَجَدته فِي طَبَقَات ابْن سعد بِالْفَاءِ وَالرَّاء كَمَا فِي تَارِيخ ابْن أبي خَيْثَمَة. ثمَّ أسْند الْحَاكِم إِلَى الْوَاقِدِيّ ثني عبد الله بن عَمْرو بن زُهَيْر عَن إِسْمَاعِيل بن عَمْرو ابْن سعيد بن الْعَاصِ قال قالت أم حَبِيبَة لما مَاتَ عبيد الله بن جحش رَأَيْت فِي النّوم كَأَن أبي يَقول لي يَا أم الْمُؤمنِينَ فَفَزِعت وَأَوَّلْتهَا أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يَتَزَوَّجنِي قالت فَمَا هُوَ إِلَّا أَن انْقَضتْ عدتي فَمَا شَعرت إِلَّا برَسُول النَّجَاشِيّ جَارِيَة يُقال لَهَا أَبْرَهَة كَانَت تقوم عَلَى بَنَاته دخلت عَلّي فَقالت إِن الْملك يَقول لَك إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ كتب إِلَيّ أَن أزَوجك مِنْهُ فَقلت بشرك الله بِالْخَيرِ ثمَّ قَامَت فَدفعت لَهَا سواري من فضَّة وخواتيم فضَّة كَانَت فِي أَصَابِع رِجْلَيْهَا سُرُورًا بِمَا بَشرَتهَا وَأرْسلت إِلَى خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ فَوَكَّلَتْهُ فَلَمَّا كَانَ الْعشَاء أَمر النَّجَاشِيّ جَعْفَر بن أبي طَالب وَمن هُنَاكَ من الْمُسلمين فَحَضَرُوا فَخَطب النَّجَاشِيّ فَقال الْحَمد لله الْملك القدوس السلام الْمُؤمن الْمُهَيْمِن الْعَزِيز الْجَبَّار بِحَق حَمده وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وحدة لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَأَنه الَّذِي بشر بِهِ عِيسَى بن مَرْيَم أما بعد فَإِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ كتب إِلَيّ أَن أزَوجهُ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَقد أَجَبْته إِلَى مَا دَعَا وَقد أَصدقتهَا عَنهُ أَرْبَعمِائَة دِينَار ثمَّ سكب الدَّنَانِير فَتكلم خَالِد بن سعيد فَقال الْحَمد لله أَحْمَده أَسْتَعِينهُ وَأَسْتَنْصِرهُ وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّد عَبده وَرَسُوله أرْسلهُ بِالْهُدَى وَدين الْحق لِيظْهرهُ عَلَى الدَّين كُله وَلَو كره الْمُشْركُونَ أما بعد فقد أجبْت إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَزَوجته أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان فَبَارك الله لرَسُوله ثمَّ قبض الدَّنَانِير ودعا النَّجَاشِيّ بِطَعَام فَأَكَلُوا ثمَّ تفَرقُوا فَلَمَّا وصل الذَّهَب أم حَبِيبَة أرْسلت مِنْهُ إِلَى أَبْرَهَة خمسين دِينَارا الَّتِي بَشرَتهَا فَردَّتهَا وَردت جَمِيع مَا أخذت مِنْهَا وَقالت قد عزم عَلّي الْملك أَن لَا أرزأك شَيْئا وَقد أسلمت لله وَاتَّبَعت رَسُوله صلى الله عليه وسلمَ فَإِذا وصلت إِلَيْهِ فَأَقرئيهِ مني السلام واعلميه أَنِّي قد اتبعت دينه وَقد أَمر الْملك نِسَاءَهُ أَن يبْعَثْنَ إِلَيْك بِكُل مَا عِنْدهن من الْعطر قالت فَلَمَّا كَانَ الْغَد جَاءَتْنِي بِعُود وَوَرس وَعَنْبَر وَزَباد كثير وَكَانَت هِيَ الَّتِي جَهَّزْتنِي فَلَمَّا قدمت عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أخْبرته الْخَبَر وَمَا فعل النَّجَاشِيّ وَمَا فعلت أَبْرَهَة معي وَأَقرأته مِنْهَا السلام فَقال: «وَعَلَيْهَا السلام وَرَحْمَة الله». انْتَهَى. وَسكت عَن هَذِه الْأَحَادِيث الواقدية كلهَا. ( يتبع ) |
|
![]() |
#406 |
![]()
عمدة الحاره
![]() |
![]()
تابع – سورة الممتحنة
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة: رَوَى ابْن هِشَام فِي أَوَائِل السِّيرَة حَدثنِي زِيَاد بن عبد الله البكائي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن عَلّي بن الْحُسَيْن أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ بعث فِي أم حَبِيبَة إِلَى النَّجَاشِيّ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي فَخَطَبَهَا عَلَيْهِ النَّجَاشِيّ فَزَوجهُ إِيَّاهَا وَأصْدقهَا عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أَرْبَعمِائَة دِينَار فَقال مُحَمَّد بن عَلّي مَا نرَى عبد الْملك ابْن مَرْوَان وقف صدَاق النِّسَاء عَلَى أَرْبَعمِائَة دِينَار إِلَّا عَن ذَلِك وَكَانَ الَّذِي أملكهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ. انْتَهَى. وَقال أَبُو نعيم فِي كتاب دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب التَّاسِع عشر قال وَبعث النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ عَمْرو بن أُمِّيّه الضمرِي إِلَى النَّجَاشِيّ فَزَوجهُ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَأصْدقهَا عَنهُ من مَاله أَرْبَعمِائَة دِينَار وَبعث بهَا إِلَيْهِ قال وَكَانَ ذَلِك فِي سنة سِتّ من الْهِجْرَة بعد رُجُوع النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ من خَيْبَر قال وَلَا أعلم فِي ذَلِك خلافًا. انْتَهَى كَلَامه. وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ ثني سيف ابْن سُلَيْمَان عَن ابْن أبي نجيح وَثني عبد الله بن مُحَمَّد الجُمَحِي عَن أَبِيه عَن عبد الْعَزِيز بن سابط فَذكر قصَّة الْمُهَاجِرين إِلَى أَرض الْحَبَشَة الْهِجْرَة الأولَى كَانُوا أحد عشر رجلا وَأَرْبع نسْوَة مِنْهُم عُثْمَان بن عَفَّان وَزَوجته رقية ابنة رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ. وَالْهجْرَة الثَّانِيَة كَانُوا ثَلَاثَة وَثَمَانِينَ رجلا وَاحِد وَإِحْدَى عشرَة امْرَأَة فَلَمَّا سمعُوا بِهِجْرَة النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ إِلَى الْمَدِينَة رَجَعَ بَعضهم وَبَقِي بَعضهم فَلَمَّا كَانَ شهر ربيع الأول سنة سبع من الْهِجْرَة أرسل النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ إِلَى النَّجَاشِيّ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي بِكِتَاب يَدعُوهُ فِيهِ إِلَى الْإِسْلَام فَأسلم وَسَأَلَهُ أَن يُزَوجهُ أم حَبِيبَة وَكَانَت هَاجَرت مَعَ زَوجهَا عبيد الله بن جحش وَتَنصر وَمَات فَزَوجهُ النَّجَاشِيّ إِيَّاهَا وَأصْدقهَا عَنهُ أَرْبَعمِائَة دِينَار وَوَلَّى تَزْوِيجهَا خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ وَسَأَلَهُ أَن يبْعَث إِلَيْهِ بِمن بَقى من أَصْحَابه فَفعل وَحَملهمْ مَعَ عَمْرو بن أُميَّة حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة فوجدوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ قد فتح خَيْبَر فَكلم عَلَيْهِ السلام الْمُسلمين أَن يُدْخِلُوهُمْ فِي سِهَامهمْ فَفَعَلُوا. مُخْتَصر. وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مصنفة فِي النِّكَاح ثَنَا عَبدة عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن أبي جَعْفَر أَن النَّجَاشِيّ زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ أم حَبِيبَة عَلَى أَرْبَعمِائَة دِينَار.انْتَهَى. وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن النَّضر من حديث أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ زوجه النَّجَاشِيّ أم حَبِيبَة أَصْدف عَنهُ من مَاله مِائَتي دِينَار. انْتَهَى. وَرَوَى فِي مُعْجَمه الْكَبِير من حديث عُرْوَة بن الزُّبَيْر أَن عبيد الله بن جحش مَاتَ بِالْحَبَشَةِ نَصْرَانِيّا وَمَعَهُ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان فَأَنْكحهَا عُثْمَان بن عَفَّان رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ من أجل أَنَّهَا بنت صَفيه بنت أبي الْعَاصِ وَصفيه عمَّة عُثْمَان بن عَفَّان. وَأخرج من حديث بَقِيَّة ثَنَا أَبُو بكر بن أبي مَرْيَم عَن عَطِيَّة بن قيس أَن أم حَبِيبَة كَانَت بِأَرْض الْحَبَشَة وَأَنه عَلَيْهِ السلام تزَوجهَا وَأصْدقهَا عَنهُ النَّجَاشِيّ أَرْبَعمِائَة دِينَار. انْتَهَى. وَرَوَى الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة النِّسَاء من طَرِيق أبي عبيد ثَنَا أَبُو الْيَمَان عَن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مَرْيَم عَن ضَمرَة بن حبيب أَن أم حَبِيبَة كَانَت بِأَرْض الْحَبَشَة مَعَ جَعْفَر بن أبي طَالب وَأَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ تزَوجهَا فَأَصدق عَنهُ النَّجَاشِيّ أَرْبَعمِائَة دِينَار. انْتَهَى. وَقال أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي فِي عُيُون الْأَثر وَقع فِي الصَّحِيح أخرج مُسلم فِي الْفَضَائِل عَن أبي زميل عَن ابْن عَبَّاس قال لما كَانَ الْمُسلمُونَ لَا ينظرُونَ إِلَى أبي سُفْيَان وَلَا يُقَاعِدُونَهُ فَقال للنَّبِي صلى الله عليه وسلمَ يَا نَبِي الله ثَلَاث أَعطيتهنَّ قال: «نعم» عِنْدِي أحسن الْعَرَب أم حَبِيبَة أزَوّجكَهَا قال: «نعم» قال وَمُعَاوِيَة تَجْعَلهُ كَاتبا بَين يَديك قال: «نعم» وَتُؤَمِّرنِي حَتَّى أقَاتل الْكفَّار كَمَا كنت أقَاتل الْمُسلمين قال: «نعم» قال أَبُو زميل لَوْلَا أَنه طلب ذَلِك من النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ مَا أعطَاهُ لِأَنَّهُ لم يكن يسْأَل شَيْئا إِلَّا قال نعم. انْتَهَى. قال عبد الْحق فِي الْجمع فِي الصَّحِيحَيْنِ لم يُخرجهُ البُخَارِيّ وَالصَّحِيح أَنه عَلَيْهِ السلام تزَوجهَا قبل إِسْلَام أبي سُفْيَان. انْتَهَى. وَقول أبي سُفْيَان يَوْم الْفَتْح للنَّبِي صلى الله عليه وسلمَ أَسأَلك ثَلَاثًا فَذكر مِنْهُنَّ أَن يتَزَوَّج رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أم حَبِيبَة يَعْنِي ابْنَته فَأَجَابَهُ عَلَيْهِ السلام لما سَأَلَ قال وَهَذَا مُخَالف لما اتّفق عَلَيْهِ أَرْبَاب السّير وَالْعلم بالْخبر قال وَأجَاب عَنهُ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ جَوَابا يتساءل هزلا فَقال يحْتَمل أَن أَبَا سُفْيَان ظن أَنه تَجَدَّدَتْ لَهُ عَلَيْهَا ولَايَة بِمَا حصل لَهُ من الْإِسْلَام فَأَرَادَ تَجْدِيد العقد يَوْم ذَاك لَا غير. ( يتبع ) |
|
![]() |
#407 |
![]()
عمدة الحاره
![]() |
![]()
تابع – سورة الممتحنة
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة: الحديث الثَّالِث رُوِيَ أَن أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق قدمت عَلَيْهَا أمهَا قتيلة بنت عبد الْعُزَّى وَهِي مُشركَة بِهَدَايَا فَلم تقبلهَا وَلم تَأذن لَهَا فِي الدُّخُول فَنزلت يعني قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُم الله} الْآيَة فَأمرهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أَن تدْخلهَا وَتقبل مِنْهَا وتكرمها. قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق ابْن الْمُبَارك عَن مُصعب بن ثَابت ابْن عبد الله بن الزُّبَيْر عَن أَبِيه عَن جده قال قدمت قتيلة بنت عبد الْعُزَّى عَلَى ابْنَتهَا أَسمَاء بنت أبي بكر وَكَانَ أَبُو بكر طَلقهَا فِي الْجَاهِلِيَّة فَقدمت عَلَى ابْنَتهَا بِهَدَايَا صَبَّابًا وَسمنًا وَأَقِطًا فَأَبت أَسمَاء أَن تقبلهَا أَو تدْخلهَا منزلهَا حَتَّى أرْسلت إِلَى عَائِشَة أَن سَلِي عَن هَذَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَأَخْبَرته فَأمرهَا أَن تقبل هَدَايَاهَا وَتدْخلهَا منزلهَا فَأنْزل الله تَعَالَى: {لَا يَنْهَاكُم الله عَن الَّذين لم يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدَّين} الْآيَتَيْنِ. وَقال حديث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه والطبري وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول. وَحديث أَسمَاء فِي الصَّحِيحَيْنِ من حديث عُرْوَة عَنْهَا بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ. الحديث الرَّابِع كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يَقول للممتحنة «بِاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ مَا خرجت من بغض زوج بِاللَّه مَا خرجت رَغْبَة عَن أَرض إِلَى أَرض بِاللَّه مَا خرجت التمَاس دنيا بِاللَّه مَا خرجت إِلَّا حبا لله وَرَسُوله». قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده من حديث قيس بن الرّبيع عَن الْأَغَر بن الصَّباح عَن خَليفَة بن حُصَيْن عَن أبي نصر الْأَسدي قال سُئِلَ ابْن عَبَّاس كَيفَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يمْتَحن النِّسَاء قال كَانَ إِذا أَتَتْهُ امْرَأَة لتسلم حَلفهَا بِاللَّه مَا خرجت لِبُغْض زوج بِاللَّه مَا خرجت إِلَّا حبا لِاكْتِسَابِ دنيا وَبِاللَّهِ مَا خرجت رَغْبَة عَن أَرض إِلَى أَرض وَبِاللَّهِ مَا خرجت إِلَّا حبا لله وَلِرَسُولِهِ. انْتَهَى. وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه حَدثنَا سَلمَة بن شبيب ثَنَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفِرْيَانِيُّ ثَنَا قيس بن الرّبيع بِهِ سندا ومتنا وَهُوَ مَوْجُود فِي نسخ التِّرْمِذِيّ الَّتِي هِيَ من رِوَايَة الصَّدَفِي دون غَيرهَا وَلم يذكرهُ ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه وَقال فِيهِ التِّرْمِذِيّ حديث غَرِيب. وَقال الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى عَن ابْن عَبَّاس إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد. انْتَهَى. وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي أَوَاخِر الْمَغَازِي من حديث قَتَادَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ مُرْسلا. ( يتبع ) |
|
![]() |
#408 |
![]()
عمدة الحاره
![]() |
![]()
تابع – سورة الممتحنة
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة: الحديث الْخَامِس رُوِيَ أَن صلح الْحُدَيْبِيَة كَانَ عَلَى أَن من أَتَاكُم من أهل مَكَّة يرد إِلَيْنَا وَمن أَتَى مِنْكُم مَكَّة لَا يرد إِلَيْكُم وَكَتَبُوا بذلك كتابا وختموه فَجَاءَت سبيعة بنت الْحَارِث الأسْلَمِيَّة مسلمة وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلمَ بِالْحُدَيْبِية وَأَقْبل زَوجهَا مُسَافر المَخْزُومِي وَقيل صَيْفِي بن الراهب فَقال يَا مُحَمَّد ارْدُدْ عَلّي امْرَأَتي فَإنَّك قد شرطت علينا أَن ترد علينا من أَتَاك منا وَهَذِه طِينَة الْكتاب لم تَجف فَنزلت بَيَانا لِأَن الشَّرْط إِنَّمَا كَانَ فِي الرِّجَال دون النِّسَاء. وَعَن الضَّحَّاك كَانَ بَين رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَبَين الْمُشْركين عهد أَلا يَأْتِيك منا امْرَأَة لَيست عَلَى دينك إِلَّا رَددتهَا إِلَيْنَا فَإِن دخلت فِي دينك وَلها زوج أَن ترد عَلَى زَوجهَا الَّذِي أنْفق عَلَيْهَا وَلِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السلام من الشَّرْط مثل ذَلِك. وَعَن قَتَادَة ثمَّ نسخ هَذَا الحكم وَهَذَا الْعَهْد بِبَرَاءَة فَاسْتَحْلَفَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَحَلَفت فَأعْطَى زَوجهَا مَا أنْفق وَتَزَوجهَا عمر. قلت غَرِيب ذكره الْبَغَوِيّ هَكَذَا عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد. الحديث السَّادِس رُوِيَ أَن من لحق بالمشركين من نسَاء الْمُؤمنِينَ الْمُهَاجِرين رَاجِعَة عَن الْإِسْلَام سِتّ نسْوَة أم الحكم بنت أبي سُفْيَان كَانَت تَحت عِيَاض بن شَدَّاد الفِهري وَفَاطِمَة بنت أبي أُميَّة كَانَت تَحت عمر بن الْخطاب وَهِي أُخْت أم سَلمَة وَبرْوَع بنت عقبَة كَانَت تَحت شماس بن عُثْمَان وَعَبدَة بنت عبد الْعُزَّى ابْن نَضْلَة وَزوجهَا عَمْرو بن عبد ود وَهِنْد بنت أبي جهل كَانَت تَحت هِشَام ابْن الْعَاصِ وَأم كُلْثُوم بنت جَرْوَل كَانَت تَحت عمر بن الْخطاب وَأَعْطَاهُمْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ مُهُور نِسَائِهِم من الْغَنِيمَة. قلت غَرِيب وَذكره هَكَذَا الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ هَكَذَا عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد وَلَا راو. ( يتبع ) |
|
![]() |
#409 |
![]()
عمدة الحاره
![]() |
![]()
تابع – سورة الممتحنة
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة: الحديث السَّابِع رَوَى أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ لما فرغ يَوْم فتح مَكَّة من بيعَة الرِّجَال أَخذ فِي بيعَة النِّسَاء وَهُوَ عَلَى الصَّفَا وَعمر بن الْخطاب أَسْفَل مِنْهُ يُبَايِعهُنَّ بِإِذْنِهِ ويبلغهن عَنهُ وَهِنْد بنت عتبَة امْرَأَة أبي سُفْيَان مُتَقَنعَة مُتَنَكِّرَة خوفًا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أَن يعرفهَا فَقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ: «أُبَايِعكُنَّ عَلَى أَن لَا تُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا» فَرفعت هِنْد رَأسهَا وَقالت وَالله لقد عَبدنَا الْأَصْنَام وَإنَّك لتأْخذ علينا أمرا مَا رَأَيْنَاك أَخَذته عَلَى الرِّجَال تبَايع الرِّجَال عَلَى الْإِسْلَام وَالْجهَاد فَقال عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسلام «وَلَا يَسْرِقن» فَقالت إِن أَبَا سُفْيَان رجل شحيح وَإِنِّي أصبت من مَاله هَنَات فَمَا أَدْرِي أَيحلُّ أم لَا فَقال أَبُو سُفْيَان مَا أصبت من مَالِي فِيمَا مَضَى وَفِيمَا غبر فَهُوَ لَك حَلَال فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَعرفهَا فَقال لَهَا «وَإنَّك لهِنْد بنت عتبَة» قالت نعم فَاعْفُ عَمَّا سلف يَا نَبِي الله عَفا الله عَنْك فَقال: «وَلَا يَزْنِين» فَقالت أَو تَزني الْحرَّة وَفِي رِوَايَة مَا زنت مِنْهُنَّ امْرَأَة قطّ فَقال: «وَلَا يقتلن أَوْلَادهنَّ» فَقالت رَبَّيْنَاهُمْ صغَارًا وَقَتَلْتُمُوهُمْ كبارًا فَأنْتم وهم أعلم وَكَانَ ابْنهَا حنظله بن أبي سُفْيَان قد قتل يَوْم بدر فَضَحِك عمر حَتَّى اسْتَلْقَى وَتَبَسم رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَقال: «وَلَا يَأْتِين بِبُهْتَان» فَقالت وَالله إِن الْبُهْتَان لأمر عَظِيم الْقبْح وَمَا تَأْمُرنَا إِلَّا بِالرشد وَمَكَارِم الْأَخْلَاق فَقال: «وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف» فَقالت وَالله مَا جلسنا فِي مَجْلِسنَا هَذَا وَفِي أَنْفُسنَا أَن نَعْصِيك فِي شَيْء. وَقيل فِي كَيْفيَّة الْمُبَايعَة أَنه دَعَا بقدح مَاء فَغمسَ يَده فِيهِ ثمَّ غمس أَيْدِيهنَّ. وَقيل صَافَحَهُنَّ وَكَانَ عَلَى يَده ثوب قطري. وَقيل كَانَ عمر يُصَافِحهُنَّ عَنهُ. قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ. وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مُخْتَصرا فَقال ثَنَا مُحَمَّد بن سعد ثَنَا أبي عَن عمي ثني أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أَمر عمر بن الْخطاب فَقال قل لَهُنَّ إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يُبَايِعكُنَّ عَلَى أَن لَا تُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا وَكَانَت هِنْد بنة عتبَة بن ربيعَة الَّتِي شقَّتْ بطن حَمْزَة مُتَنَكِّرَة فِي النِّسَاء فَقالت إِنِّي إِن أَتكَلّم يعرفنِي فَيَقْتُلنِي فَتَنَكَّرت فرقا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَقالت كَيفَ تقبل من النِّسَاء مَا لم تقبله من الرِّجَال فَنظر إِلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَقال لعمر «قل لَهُنَّ وَلَا يَسْرِقن» قالت هِنْد وَالله إِنِّي لَأُصِبْت من مَال أبي سُفْيَان الهنت مَا أَدْرِي أحل لي أم لَا قال فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَصرف عَنْهَا ثمَّ قال: «وَلَا يَزْنِين» فَقالت يَا رَسُول الله وَهل تَزني الْحرَّة قال: «لَا» ثمَّ قال: «وَلَا يقتلن أَوْلَادهنَّ» قالت هِنْد أَنْت قَتلتهمْ يَوْم بدر فَأَنت وهم أبْصر قال: «وَلَا يَأْتِين بِبُهْتَان يَفْتَرِينَهُ بَين أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ» قال: «وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف» قال مَنعهنَّ أَن يَنحن وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يُمَزِّقْنَ الثِّيَاب وَيَخْدِشْنَ الْوُجُوه وَيَقْطَعْنَ الشُّعُور وَيدعونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُور. انْتَهَى. وَأخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن مقَاتل بن حَيَّان فَذكره كَمَا تقدم وَزَاد فَلَمَّا قال: «وَلَا تقتلن أَوْلَادكُنَّ» قالت هِنْد رَبَّيْنَاهُمْ صغَارًا فَقَتَلْتُمُوهُمْ كبارًا فَضَحِك عمر بن الْخطاب حَتَّى اسْتَلْقَى. قوله وَقيل فِي كَيْفيَّة الْمُبَايعَة إِنَّه دَعَا بقدح مَاء إِلَى آخِره. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حديث جبارَة بن الْمُغلس ثَنَا عبد الله بن حَكِيم عَن حجاج عَن دَاوُد بن أبي عَاصِم عَن عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ قال كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ عِنْده المَاء فَإِذا بَايع النِّسَاء غمسن أَيْدِيهنَّ فِيهِ. انْتَهَى. ( يتبع ) |
|
![]() |
#410 |
![]()
عمدة الحاره
![]() |
![]()
تابع – سورة الممتحنة
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة: وَفِي تَارِيخ أَصْبَهَان فِي بَاب الْحَاء الْمُهْملَة لأبي نعيم عَن صغدي بن سِنَان ثَنَا عُثْمَان بن عبد الْملك عَن شهر بن حَوْشَب عَن أَسمَاء بنت يزِيد بن السكن قالت مر رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ عَلَى نسْوَة فَسلم عَلَيْهِنَّ فَقُلْنَ يَا رَسُول الله إِنَّا نحب أَن نُبَايِعك ونصافحك قال: «إِنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء» ثمَّ دَعَا بِقَعْبٍ مَاء فَخَاضَ فِيهِ يَده فَقال: «ضعن أَيْدِيكُنَّ فِيهِ» وَكَانَت بيعتهن. انْتَهَى. وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حديث أبي مُطِيع الحكم بن عبد الله عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد عَن ابْن عجلَان عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قال كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ إِذا صَافح النِّسَاء دَعَا بقدح من مَاء فَغمسَ يَده فِيهِ ثمَّ غمسن أَيْدِيهنَّ فِيهِ وَكَانَت هَذِه بيعتهن. انْتَهَى. وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ ثَنَا أُسَامَة ابْن زيد اللَّيْثِيّ عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده فَذكره سَوَاء ببقبق. قوله وَقيل صَافَحَهُنَّ وَعَلَى يَده ثوب قطري. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله عَن الشّعبِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ حِين بَايع النِّسَاء أَتَى بِبرد قطري فَوَضعه عَلَى يَده وَقال: «لَا أُصَافح النِّسَاء». انْتَهَى. وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَفِي تَفْسِيره أخبرنَا الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ مُرْسلا قال كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يُصَافح النِّسَاء وَعَلَى يَده ثوب قطري. وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات الْمُرْسلين قوله وَقيل كَانَ عمر يُصَافِحهُنَّ عَنهُ. رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي الْقسم الثَّانِي عَن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَطِيَّة عَن جدته أم عَطِيَّة قالت لما قدم رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ الْمَدِينَة أَمر نسَاء الْأَنْصَار فجمعن فِي بَيت ثمَّ أرسل إلَيْهِنَّ عمر فجَاء عمر فَسلم علينا فَقال أَنا رَسُول رَسُول الله إلَيْكُنَّ فَقُلْنَ مرْحَبًا برَسُول رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَقال أُبَايِعكُنَّ عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا وَلَا يَسْرِقن إِلَى آخر الْآيَة ثمَّ مد يَده من خَارج الْبَيْت وَمَدَدْنَا أَيْدِينَا من دَاخل الْبَيْت فَقال اللَّهُمَّ اشْهَدْ فَبَايَعْنَاهُ. انْتَهَى. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده والطبري فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى. وَفِي الصَّحِيح مَا يدْفع هَذِه الرِّوَايَات عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قالت كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يُبَايع النِّسَاء بالْكلَام بِهَذِهِ الْآية: {عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيِّئًا} قالت وَمَا مست يَده يَد امْرَأَة قطّ إِلَّا امْرَأَة يملكهَا. انْتَهَى. رَوَاهُ البُخَارِيّ بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَاهُ مُسلم فِي أَوَاخِر الْجِهَاد بِلَفْظ وَالله مَا مست يَد رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يَد امْرَأَة قطّ غير أَنه يُبَايِعهُنَّ بالْكلَام. ( يتبع ) |
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التعريف, الصور, النزول, القرآن, الكريم, بسور, ومحاور, وأسباب, ومقاصد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 0 والزوار 28) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
«الدوخة».. عارض مزعج وأسباب مجهولة | رويم | زادك و صحتك | 5 | 02-20-2020 03:55 PM |
عملية حسابية لمعرفة رقم الصفحة في القرآن الكريم | إعجـــاز | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 6 | 01-02-2020 03:39 AM |
سجل حضورك بسوره من سور القرآن الكريم | فرح | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 54 | 01-01-2020 04:28 AM |
نساء لم يذكر القرآن الكريم أسمائهن | أميرة الاحساس | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 13 | 01-01-2020 02:21 AM |
الارهاب فى القرآن الكريم .. بقلمى | حسن سعد | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 9 | 04-12-2018 01:56 PM |