كلمة الإدارة |
الإهداءات | |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-02-2017, 11:12 AM | #521 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة التحريم
محور مواضيع السورة : ثم تجيء الجولة الثالثة والأخيرة. وكأنها التكملة المباشرة للجولة الأولى. إذ تتحدث عن نساء كافرات في بيوت أنبياء. ونساء مؤمنات في وسط كفار : «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ، كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ ، فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً ، وَقِيلَ : ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ .. وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ، إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ، وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ ، وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا ، وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ. وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ» .. والمأثور في تفسير خيانة امرأة نوح وامرأة لوط ، أنها كانت خيانة في الدعوة ، وليست خيانة الفاحشة. امرأة نوح كانت تسخر منه مع الساخرين من قومه وامرأة لوط كانت تدل القوم على ضيوفه وهي تعلم شأنهم مع ضيوفه! والمأثور كذلك عن امرأة فرعون أنها كانت مؤمنة في قصره - ولعلها كانت أسيوية من بقايا المؤمنين بدين سماوي قبل موسى. وقد ورد في التاريخ أن أم «أمنحوتب الرابع» الذي وحد الآلهة في مصر ورمز للإله الواحد بقرص الشمس ، وسمى نفسه «إخناتون» .. كانت أسيوية على دين غير دين المصريين .. واللّه أعلم إن كانت هي المقصودة في هذه السورة أم إنها امرأة فرعون موسى .. وهو غير «أمنحوتب» هذا .. ولا يعنينا هنا التحقيق التاريخي لشخص امرأة فرعون. فالإشارة القرآنية تعني حقيقة دائمة مستقلة عن الأشخاص. والأشخاص مجرد أمثلة لهذه الحقيقة .. إن مبدأ التبعة الفردية يراد إبرازه هنا ، بعد الأمر بوقاية النفس والأهل من النار. كما يراد أن يقال لأزواج النبي - صلى اللّه عليه وسلم - وأزواج المؤمنين كذلك : إن عليهن أنفسهن بعد كل شيء. فهن مسؤولات عن ذواتهن ، ولن يعفيهن من التبعة أنهن زوجات نبي أو صالح من المسلمين! وها هي ذي امرأة نوح. وكذلك امرأة لوط. «كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ» .. «فَخانَتاهُما» .. «فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً» .. «وَقِيلَ : ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ» .. فلا كرامة ولا شفاعة في أمر الكفر والإيمان. وأمر الخيانة في العقيدة حتى لأزواج الأنبياء! وها هي ذي امرأة فرعون ، لم يصدها طوفان الكفر الذي تعيش فيه .. في قصر فرعون .. عن طلب النجاة وحدها .. وقد تبرأت من قصر فرعون طالبة إلى ربها بيتا في الجنة. وتبرأت من صلتها بفرعون فسألت ربها النجاة منه. وتبرأت من عمله مخافة أن يلحقها من عمله شيء وهي ألصق الناس به : «وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ» .. وتبرأت من قوم فرعون وهي تعيش بينهم : «وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» .. ودعاء امرأة فرعون وموقفها مثل للاستعلاء على عرض الحياة الدنيا في أزهى صوره. فقد كانت امرأة فرعون أعظم ملوك الأرض يومئذ. في قصر فرعون أمتع مكان تجد فيه امرأة ما تشتهي .. ولكنها استعلت على هذا بالإيمان. ولم تعرض عن هذا العرض فحسب ، بل اعتبرته شرا ودنسا وبلاء تستعيذ باللّه منه ، وتتفلت من عقابيله ، وتطلب النجاة منه! وهي امرأة واحدة في مملكة عريضة قوية .. وهذا فضل آخر عظيم. فالمرأة - كما أسلفنا - أشد شعورا وحساسية بوطأة المجتمع وتصوراته. ولكن هذه المرأة .. وحدها .. في وسط ضغط المجتمع ، وضغط القصر ، وضغط الملك ، وضغط الحاشية ، والمقام الملوكي. في وسط هذا كله رفعت رأسها إلى السماء .. وحدها .. في خضم هذا الكفر الطاغي! وهي نموذج عال في التجرد للّه من كل هذه المؤثرات وكل هذه الأواصر ، وكل هذه المعوقات ، وكل هذه الهواتف. ومن ثم استحقت هذه الإشارة في كتاب اللّه الخالد. الذي تتردد كلماته في جنبات الكون وهي تتنزل من الملأ الأعلى .. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 11:12 AM | #522 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة التحريم
محور مواضيع السورة : «وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ» .. إنها كذلك مثل للتجرد للّه منذ نشأتها التي قصها اللّه في سور أخرى. ويذكر هنا تطهرها : «الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها» .. يبرئها مما رمتها به يهود الفاجرة! «فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا». ومن هذه النفخة كان عيسى عليه السلام ، كما هو مفصل في السورة المفصلة لهذا المولد «سورة مريم» فلا نستطرد معه هنا تمشيا مع ظل النص الحاضر ، الذي يستهدف تصوير طهارة مريم وإيمانها الكامل وطاعتها : «وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ» .. وإفراد امرأة فرعون بالذكر هنا مع مريم ابنة عمران يدل على المكانة العالية التي جعلتها قرينة مريم في الذكر. بسبب ملابسات حياتها التي أشرنا إليها. وهما الاثنتان نموذجان للمرأة المتطهرة المؤمنة المصدقة القانتة يضربهما اللّه لأزواج النبي - صلى اللّه عليه وسلم - بمناسبة الحادث الذي نزلت فيه آيات صدر السورة ، ويضربهما للمؤمنات من بعد في كل جيل .. وأخيرا فإن هذه السورة - وهذا الجزء كله - قطعة حية من السيرة ، رسمها القرآن بأسلوبه الموحي. لا تملك روايات البشر التاريخية عن تلك الفترة أن ترسمها. فالتعبير القرآني أكثر إيحاء ، وأبعد آمادا ، وهو يستخدم الحادثة المفردة لتصوير الحقيقة المجردة ، الباقية وراء الحادثة ووراء الزمان والمكان .. كما هو شأن القرآن .. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 11:13 AM | #523 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة التحريم
محور مواضيع السورة : قال الصابوني: * سورة التحريم من السور المدنية التي تتناول الشئون التشريعية، وهي هنا تعالج قضايا وأحكامأ تتعلق (ببيت النبوة) وبأمهات المؤمنين أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات، وذلك في إطار تهيئة البيت المسلم، والنموذج الأكمل للأسرة السعيدة، المتمسكة بآداب بالإسلام. * تناولت السورة الكريمة في البدء الحديث عن تحريم الرسول صلى الله عليه وسلم لجاريته ومملوكته (مارية القبطية) على نفسه، وامتناعه عن معاشرتها إرضاء لرغبة بعض زوجاته الطاهرات، وجاء العتاب له لطيفا رقيقا، يشف عن عناية الله بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يضيق على نفسه ما وسعه الله له {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك..} الآية. * ثم تناولت السورة أمرا على جانب كبير من الخطورة، ألا وهو (إفشاء السر) الذي يكون بين الزوجين، والذي يهدد الحياة الزوجية، وضربت المثل على ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسر إلى حفصة بسر واستكتمها إياه، فأفشته إلى عائشة، حتى شاع الأمر وذاع، مما أغضب الرسول حتى هم بتطليق أزواجه {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حدبثا..} الآية. * وحملت السورة الكريمة حملة شديدة عنيفة، على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين حدث ما حدث بينهن من التنافس، وغيرة بعضهن من بعض، لأمور يسيرة، وتوعدتهن بإبدال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بنساء خير منهن، انتصارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات..} الآية. * وختمت السورة بضرب مثلين: مثل (للزوجة الكافرة) في عصمة الرجل الصالح المؤمن، ومثل! (للزوجة المؤمنة) في عصمة الرجل الفاجر الكافر، تنبيها للعباد على أنه لا يغني في الآخرة أحد عن أحد، ولا ينفع حسب ولا نسب، إذا لم يكن عمل الإنسان صالحا {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما} أي كفرتا بالله ولم تؤمنا {فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل أدخلا النار مع الداخلين وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة..} الآيات. وهو ختم رائع يتناسق مع جو السورة وهدفها في ترسيخ دعائم الفضيلة والإيمان. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 11:13 AM | #524 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة التحريم
محور مواضيع السورة : قال الصابوني: * سورة التحريم من السور المدنية التي تتناول الشئون التشريعية، وهي هنا تعالج قضايا وأحكامأ تتعلق (ببيت النبوة) وبأمهات المؤمنين أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات، وذلك في إطار تهيئة البيت المسلم، والنموذج الأكمل للأسرة السعيدة، المتمسكة بآداب بالإسلام. * تناولت السورة الكريمة في البدء الحديث عن تحريم الرسول صلى الله عليه وسلم لجاريته ومملوكته (مارية القبطية) على نفسه، وامتناعه عن معاشرتها إرضاء لرغبة بعض زوجاته الطاهرات، وجاء العتاب له لطيفا رقيقا، يشف عن عناية الله بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يضيق على نفسه ما وسعه الله له {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك..} الآية. * ثم تناولت السورة أمرا على جانب كبير من الخطورة، ألا وهو (إفشاء السر) الذي يكون بين الزوجين، والذي يهدد الحياة الزوجية، وضربت المثل على ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسر إلى حفصة بسر واستكتمها إياه، فأفشته إلى عائشة، حتى شاع الأمر وذاع، مما أغضب الرسول حتى هم بتطليق أزواجه {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حدبثا..} الآية. * وحملت السورة الكريمة حملة شديدة عنيفة، على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين حدث ما حدث بينهن من التنافس، وغيرة بعضهن من بعض، لأمور يسيرة، وتوعدتهن بإبدال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بنساء خير منهن، انتصارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات..} الآية. * وختمت السورة بضرب مثلين: مثل (للزوجة الكافرة) في عصمة الرجل الصالح المؤمن، ومثل! (للزوجة المؤمنة) في عصمة الرجل الفاجر الكافر، تنبيها للعباد على أنه لا يغني في الآخرة أحد عن أحد، ولا ينفع حسب ولا نسب، إذا لم يكن عمل الإنسان صالحا {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما} أي كفرتا بالله ولم تؤمنا {فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل أدخلا النار مع الداخلين وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة..} الآيات. وهو ختم رائع يتناسق مع جو السورة وهدفها في ترسيخ دعائم الفضيلة والإيمان. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 11:13 AM | #525 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة التحريم
محور مواضيع السورة : قال محمد الغزالي: أمهات المؤمنين خيرة نساء الأمة وأعلاهن طهرا ومكانة وتقوى، وقد صحبن النبي الكريم وعاونه! على أداء رسالته وارتفعن إلى ما يتلى في بيوتهن من آيات الله والحكمة، وقد آخذهن الله بأمرين معروفين في السيرة: الأول، اتفاقهن على مطالبة النبي بالمزيد من النفقة، وضيقهن بالمعيشة الناشفة التي التزمها. وقد رضين جميعا بالبقاء معه عندما أكد لهن أنه ما بد من هذه الحياة لمن يريد الله ورسوله والدار الآخرة! أما الأمر الثانى فإن النبي كان لطيف العشرة لين الجانب دميث الأخلاق، فأطمع ذلك بعض نسائه في الجراءة عليه. وكانت الغيرة هي السبب، فزعمت إحداهن أنها شمت منه رائحة غير طبيعية، فقال: شربت عسلا عند زينب! فقالت: لعل نحله وقع على نبات سيئ. فقال: لا أعود إليه ولا تخبرى أحدا. ثم ظهر أن القصة مفتعلة، وأنها مؤامرة لتزهيده في فلانة!! وغضب الرسول لما وقع، وهجر نساءه جميعا حتى شاع أنه طلقهن! ونزلت سورة التحريم تطفئ هذه الفتنة وتؤدب من أحرج الرسول وأساء المسلك، وبدأت بالآية {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم...} والعلماء على أن تحريم الحلال يمين، وكفارته كفارة يمين، وليس لأحد أن يحزم ما أباح الله. ثم أومأ الوحى إلى القصة. والمفسرون يذكرون أن حفصة بنت عمر وعائشة بنت أبى بكر هما سبب ما حدث، والمعنيتان بقوله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير}. ومعنى {صغت قلوبكما} انحرفت وجدير بكما إصلاحها وإلا أصابكما ما يحبط عملكما ويعزلكما عن سائر الصالحين! ثم اتجه الخطاب إلى نساء النبي ينصحهن بالوعى والاعتدال وتقدير الأدب الرفيع الذي يعاملن به {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا}. إن الشمائل الجميلة الحلوة لصاحب الرسالة لا يسوغ أن تكون سببا في إزعاجه وإتعابه. وبيت النبوة ليس مسرحا للغيرة والتحاسد وإنما هو صومعة عبادة ومجال إقبال على الآخرة، وتفان في مرضاة الله. ولعل ما ختمت به السورة تلويح شديد القسوة لمن شاركن في إغضاب الرسول وأثرن الحزن في نفسه. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 11:13 AM | #526 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة التحريم
محور مواضيع السورة : إن امرأة نوح وامرأة لوط لم يساعدا رجالهما في إبلاع الدعوة، بل كانتا عونا لأعداء الله وخصوم الوحى {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين}. والخيانة المذكورة ليست في الناحية الجنسية، فتلك غضاضة يأباها الله على عباده المرسلين، وإنما هي خيانة الدعوة والهدف الأسمى من الحياة.. كانت لسقرأط امرأة سليطة تزدرى شخصه وتستهجن فلسفته وتنغص حياته! وكانت لنوح ولوط نسوة ينصرن أقاربهن ويخذلن أزواجهن ويكرهن الله ورسله! فجعلهن الله مع الكفار في مصير واحد {وقيل ادخلا النار مع الداخلين}. والمسئولية الشخصية أساس الحساب في الإسلام فلا يغنى والد عن ولد ولا زوج عن زوجة. وسيدخل فرعون النار وتفوز امرأته بالجنة لا يمسها من عمله شيء. وبين أوائل السورة وخواتيمها، طلب الله من أرباب الأمر أن يرقبوا بيوتهم ويجعلوها مهادا للنعيم المقيم وحجابا عن العذاب الشديد {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة...}. ثم بين جل شأنه أن الله لم يكلف الناس بالعصمة فلا يخطئوا أبدا، بل أمرهم إذا أخطئوا أن يثوبوا إلى رشدهم ويرجعوا إلى ربهم ويستفيدوا من التجارب ما يرزقهم الصواب ويحصنهم من الانزلاق {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا...} والتوبة النصوح هي التي تصنع ضميرا آمرا بالخير زاجرا عن الشر مذكرا بالله. ومما يذكر هنا أن بعض المستشرقين استنكر على الوحى الإلهى أن يعنى بنزاع ثار في بيت محمد، وأن يشغل الناس به. وقد سرد الدكتور محمد حسين هيكل الشبهة ثم قال: أليست القصة أولى بالذكر مما أورده الكتاب المقدس عن زنى لوط بابنتيه بعدما أسكرتاه وأفقدتاه الوعى؟ ونقولى نحن: أوليست أولى بالذكر من زنى أحد الأنبياء بامرأة ابنه، والثمن الذي دفعه في هذه الفعلة الشنعاء.. إن المستشرقين يلمحون القشة في عيون الآخرين ولا يحسون الخشبة في عيونهم. ولله في خلقه شئون. ( يتبع – سورة الملك ) |
|
07-02-2017, 11:13 AM | #527 |
عمدة الحاره
|
سورة الملك
التعريف بالسورة مكية . من المفصل . آياتها 30 . ترتيبها السابعة والستون . نزلت بعد الطور. بدأت باحد أساليب الثناء " تبارك " أول سورة في الجزء التاسع والعشرون . سبب التسمية سُميت بهذا الاسم لاحتوائها على أحوال الملك ، سواء كان الكون أم الإنسان ، وأن ذلك ملك الله تعالى ، وسماها النبي سورة " تبارك الذي بيده الملك " ، وسُميت أيضا تبارك الملك ، وسُميت سورة الملك ، وأخرج الطبرانى عن ابن مسعود قال : كنا نسميها على عهد رسول الله المانعة وروى أن اسمها " المنجية " ، وتسمى أيضا " الواقية " وذكر الرازى أن ابن عباس كان يسميها المجادلة ؛ لأنها تجادل عن قارئها عند سؤال الملكين . سبب نزول السورة قال تعالى " وأسروا قولكم أو اجهروا به " الآية . قال ابن عباس نزلت في المشركين كانوا ينالون من رسول الله فخبره جبريل بما قالوا فيه ونالوا منه فيقول بعضهم لبعض أسروا قولكم لئلا يسمع اله محمد. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 11:13 AM | #528 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة الملك
من أسماء السورة قال ابن عاشور: سماها النبي صلى الله عليه وسلم (سورة تبارك الذي بيده الملك) في حديث رواه الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غُفِر له وهي (سورة تبارك الذي بيده الملك)» قال الترمذي: هذا حديث حسن. فهذا تسمية للسورة بأول جملة وقعت فيها فتكون تسمية بجملة كما سمي ثابتُ بن جابر (تأبّط شرّا) ولفظ (سورة) مضاف إلى تلك الجملة المحكية. وسميت أيضا (تبارك المُلكُ) بمجموع الكلمتين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويسمع منه فيما رواه الترمذي عن ابن عباس «أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ضربْتُ خِبائي على قبرٍ وأنا لا أحسِب أنه قبر فإذا فيه إنسان-أي دفين فيه- يقرأ سورة {تبارك الملكُ} حتى ختمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي المانعة هي المُنْجِية تنجيه من عذاب القبر» حديث حسن غريب فيكون اسمُ السورة مجموع هذين اللفظين على طريقة عدّ الكلمات في اللفظ دون إضافة إحداهما إلى الأخرى مثل تسمية (لام ألف). ونظيره أسماء السور بالأحرف المقطعة التي في أولها على بعض الأقوال في المراد منها وعليه فيحكى لفظ {تبارك} بصيغة الماضي ويُحكى لفظ {المُلكُ} مرفوعا كما هو في الآية، فيكون لفظ (سورة) مضافا من إضافة المسمى إلى الاسم. لأن المقصود تعريف السورة بهاتين الكلمتين على حكاية اللفظين الواقعين في أولها مع اختصار ما بين الكلمتين وذلك قصدا للفرق بينها وبين (تبارك الفرقان)، كما قالوا: عُبيْدُ الله الرُّقيّاتِ، بإضافة مجموع (عبيدُ الله) إلى (الرقيات) تمييزا لعبيد الله بن قيس العامري الشاعر عن غيره ممن يشبه اسمُه اسمه مثل عُبيد الله ابن عبد الله بن عُتبة بن مسعود أو لمجرد اشتهاره بالتشبيب في نساءِ كان اسم كل واحدة منهن رُقية وهن ثلاث ولذلك يجب أن يكون لفظ {تبارك} في هذا المركب مفتوح الآخر. ولفظ {الملك} مضموم الكاف، وكذلك وقع ضبطه في نسخة (جامع الترمذي) وكلتاهما حركةُ حكايةٍ. والشائع في كتب السنة وكتب التفسير وفي أكثر المصاحف تسمية هذه السورة (سورة المُلْك) وكذلك ترجمها الترمذي: باب ما جاء في فضل سورة المُلك. وكذلك عنونها البخاري في كتاب التفسير من (صحيحه). وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال «كنا نسميها على عهد رسول الله المانعة»، أي أخذا من وصف النبي صلى الله عليه وسلم إياها بأنها المانعة المنجية كما في حديث الترمذي المذكور آنفا وليس بالصريح في التسمية. وفي (الإتقان) عن (تاريخ ابن عساكر) من حديث أنس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها المنجية» ولعل ذلك من وصفه إياها بالمنجية في حديث الترمذي وليس أيضا بالصريح في أنه اسم. وفي (الإتقان) عن (كتاب جمال القراء) تسمى أيضا (الواقية)، وتسمى (المنّاعة) بصيغة المبالغة. وذكر الفخر: أن ابن عباس كان يسميها (المُجادِلة) لأنها تجادل عن قارئها عند سؤال الملكين ولم أره لغير الفخر. فهذه ثمانية أسماء سميت بها هذه السورة. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 11:13 AM | #529 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة الملك
محور مواضيع السورة : تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى ، وقد تناولت هذه السورة أهدافا رئيسية ثلاثة وهى : إثبات عظمة الله وقدرته على الإحياء والإماتة. وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين. ثم بيان عاقبة المكذبين الجاحدين للبعث والنشور. قال الصابوني: * سورة الملك من السور المكية، شأنها شأن سائر السور المكية، التي تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى، وقد تناولت هذه السور أهدافا رئيسية ثلاثة وهي (إثبات عظمة الله وقدرته على الإحياء والإماتة.. وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين.. ثم بيان عاقبة المكذبين الجاحدين للبعث والنشور). * ابتدأت السورة الكريمة بتوضيح الهدف الأول، فذكرت أن الله جل وعلا بيده الملك والسلطان، وهو المهيمن على الأكوان، الذي تخضع لعظمته الرقاب، وتعنو له الجباه، وهو المتصرف في الكائنات بالخلق والإيجاد، والإحياء والإماتة {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير} الآيات. * ثم تحدثت عن خلق السموات السبع، وما زين الله به السماء الدنيا من الكواكب الساطعة، والنجوم اللامعة، وكلها أدلة على قدرة الله ووحدانيته {الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت..} الآيات. * ثم تناولت الحديث عن المجرمين بشيء من الإسهاب، وهم يرون جهنم تتلظى، وتكاد تتقطع من شدة الغضب، والغيظ على أعداء الله، وقارنت بين مآل الكافرين والمؤمنين، على طريقة القرآن في الجمع بين الترهيب والترغيب {إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور..} الآيات. * وبعد أن ساقت بعض الأدلة والشواهد على عظمة الله وقدرته، حذرت من عذابه وسخطه، أن يحل بأولئك الكفرة الجاحدين {ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور..} الآيات. * وختمت السورة الكريمة بالإنذار والتحذير للمكذبين بدعوة الرسول، من حلول العذاب بهم في الوقت الذي كانوا يتمنون فيه موت الرسول-صلى الله عليه وسلم-، وهلاك المؤمنين {قل أرآيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم}؟ الآيات، ويا له من وعيد شديد، ترتعد له الفرائص!!. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 11:13 AM | #530 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة الملك
قال البقاعي: سورة الملك وتسمى تبارك والمانعة والواقية والمنجية، قال الولي الملوي: هذه السورة كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها لكثرة علومها، وقال: «وددت لو كانت في صدر كل مسلم». مقصودها الخضوع لله لاتصافه بكمال الملك الدال عليه تمام القدرة الدال عليه قطعا أحكام المكونات الدال عليه تمام العلم الدال عليه أحكام المصنوعات علم ما في الصدور لينتج ذلك العلم بتحتم البعث لدينونة العباد على ما هم عليه من الصلاح والعناد كما هي عادة الملوك في دينونة رعاياهم لتكمل الحكمة وتتم النعمة وتظهر سورة الملك، واسمها الملك واضح في ذلك لأن الملك محل الخضوع من كل من يرى الملك وكذا تبارك لأن من كان كذلك كان له تمام الثبات والبقاء، وكان له من كل شيء كمال الخضوع والاتقاء، وكذا اسمها المانعة والواقية والمنجية لأن الخضوع حامل على لزوم طريق السعادة، ومن لزمها نجا مما يخاف ومنع من كل هول ووقي كل مخلوق، وترد السؤال عمن لازم عليها وهذا من أهم الأمور. ومعظم مقصود السّورة بيان استحقاق الله المُلْك، وخلْقُ الحياة والموت للتجربة، والنظرُ إِلى السموات للعِبرة، واشتعال النجوم والكواكب للزينة، وما أُعد للمنكرين: من العذاب، والعقوبة، و (ما) وُعِد به المتّقون: من الثّواب، والكرامة، وتأْخير العذاب عن المستحقين بالفضل والرّحمة، وحفظ الطُّيور في الهواءِ بكمال القدرة، واتصال الرّزق إِلى الخليقة، بالنّوال والمنّة، وبيان حال أهل الضّلالة، والهداية، وتعجُّل الكفّار بمجيءِ القيامة، وتهديد المشركين بزوال النعمة بقوله: {فمن يأْتِيكُمْ بِماءٍ مّعِينٍ}. ( يتبع ) |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التعريف, الصور, النزول, القرآن, الكريم, بسور, ومحاور, وأسباب, ومقاصد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 0 والزوار 19) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
«الدوخة».. عارض مزعج وأسباب مجهولة | رويم | زادك و صحتك | 5 | 02-20-2020 03:55 PM |
عملية حسابية لمعرفة رقم الصفحة في القرآن الكريم | إعجـــاز | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 6 | 01-02-2020 03:39 AM |
سجل حضورك بسوره من سور القرآن الكريم | فرح | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 54 | 01-01-2020 04:28 AM |
نساء لم يذكر القرآن الكريم أسمائهن | أميرة الاحساس | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 13 | 01-01-2020 02:21 AM |
الارهاب فى القرآن الكريم .. بقلمى | حسن سعد | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 9 | 04-12-2018 01:56 PM |