شرح حديث
"لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله، الله"
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لاَ تَقُومُ السَّاعةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ فِي الأَرْضِ: الله، الله". رواه مسلم.
ترجمة راوي الحديث:
أنس بن مالك رضي الله عنه، تقدمت ترجمته في الحديث الثالث من كتاب الإيمان.
تخريج الحديث:
أخرجه مسلم حديث (148)، وانفرد به عن البخاري.
شرح ألفاظ الحديث:
• (لاَ تَقُومُ السَّاعةُ): المراد يوم القيامة.
• (حَتَّى لاَ يُقَالَ فِي الأَرْضِ: الله، الله): وفي الرواية الأخرى عند مسلم " على أحد يقول الله الله "، وعند أحمد " على أحد يقول: لا إله إلا الله ".
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث دليل على أن الساعة تقوم على شرار الخلق الذين لا يعبدون الله ولا يدعونه، ودل على هذا المعنى أحاديث كثيرة منها حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً:" من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء " رواه البخاري، وحديث ابن مسعود عند مسلم مرفوعاً:" لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق " وأما ما رواه أهل السنن:" لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى تقوم الساعة " فالمراد حتى يقترب وقتها أو حتى تقوم ساعتهم بموتهم فتأتي ريح اليمن تقبض أرواحهم ثم تقوم الساعة على شرار الخلق، ومما يدل على ذلك ما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله يبعث ريحاً من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحداً في قلبه مثقال ذرة إيمان إلا قبضته" وأصرح منه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه:" إذ بعث الله ريحاً طيبة، فتقبض روح كل مؤمن ومسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة" رواه مسلم.
قال النووي رحمه الله عن حديث الباب:" أما معنى الحديث فهو أن القيامة إنما تقوم على شرار الخلق" [شرح النووي لصحيح مسلم 2/ 355].
وقال ابن حجر رحمه الله:" المراد بقوله في حديث عقبة رضي الله عنه: " حتى تأتيهم الساعة " ساعتهم وهي وقت موتهم بهبوب الريح والله أعلم" [الفتح 31/ 77].
الفائدة الثانية: الحديث دليل على إثبات الساعة.
الفائدة الثالثة: الحديث دليل على ذم آخر الزمان.
الفائدة الرابعة: الحديث فيه فضل الله تعالى على المؤمنين حيث أكرمهم بقبض أرواحهم بريح اليمن، وعدم قيام الساعة عليهم؛ لأنها تقوم على شرار
الخلق الذين لا يقولون الله الله.