معنى العبادة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه؛ من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة)
وقال أيضًا: طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة الرسل. قلت: ومدار ذلك وتحقيقها لا يكون إلا بغاية الحب لله وأمره، مع غاية الذل له سبحانه وتعالى.
أركان العبادة: اعلم أنه لا تقبل العبادة إلا إذا تحقق فيها ركنان: الركن الأول: الإخلاص: قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)).
الركن الثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، فتضمنت هذه الآية ركني العبادة؛ فقوله تعالى: ﴿ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 110]: دليل المتابعة، وقوله: ﴿ وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]: دليل الإخلاص.
فلا يُعبَد الله إلا بما شرعه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))؛ متفق عليه.
قال الفُضَيل بن عياض في قوله تعالى: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، قال: أخلصه وأصوبه، يعني: خالصًا من شوائب الشرك، صوابًا موافقًا للسنَّة.