#1
|
|||||||||
|
|||||||||
علموا أولادكم القران الكريم.
من أجمل ما قرأت
ذهبت إلى المسجد ذات يومٍ لأصلي العصر ، صليت خلف الإمام وعندما انتهت الصلاة ذهبتُ إلى رُكنٍ في المسجد لأردد أذكار المساء .. وضعت هاتفي أمامي وأخذت أقرأ منه،، وقعت عيني على طفلٍ في عُمر العشر سنوات يدخل من باب المسجد ويلتفت يمينًا ويسارًا ثم جاء إليّ وقال بصوت يرتعد .. هل جاء الشيخ ؟! - أي شيخ = الشيخ الذي يُحفظ الأطفال هنا لم أكن أعلم أن هناك مُعلم هنا ، فهمست له وأنا أبتسم لأنتزع الخوف الذي يسكن وجهه : لا لم يأتي بعد .. اجلس بجانبي جلس الطفل وفتح مُصحفهُ وأخذ يُقلب في صفحاته ، فـ همّمتُ لأقول له في أي سورة تحفظ يافتى ؟! فقطع ذلك صوته الذي كان يرتعد من الخوف وهو يقول : يا عمي ، هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا ، فـ والدي يأس من قلة تركيزي وضعف حيلتي.. ودائمًا يشتكي من ذلك ويُوبخني حتى أصبحت أستحي أن أطلب منه أن يُحفظّني القُرآن .. وعندما أذهب إلى شيخي واخطئ في التلاوة يغضب مني..وأنا لا أُجيد القراءة جيدًا فبعض الكلمات تشُق عليّ إبتسمت للطفل وأخذت منه المصحف وبدأت أُرتل وهو يرتل خلفي ،، وبعد ربع ساعة طلبت منهُ أن يُسمع ذلك بمفرده فلم يستطع ، تذكرت شيخي عندما قال لي ذات يومٍ : إذا وجدت صعوبة في الحفظ فـ افهم الآيات أولًا ثم حاول الحفظ ثانية.. حفظ الآيات بمثابة قفلٍ لباب ضخم يفصل بينك وبين الجنة فحاول فتح هذا القفل بأي مفتاح على قدر إستطاعتك.. وسيُفتح الباب نظرت إلى الطفل ثانية وهو يضغط على إصبعهِ من الخجل فـ تبسمت وهمست له : دعك من الحفظ يا فتىٰ .. هل تعرف ماذا تعني هذه الآيات وماذا يقصد بها الله ! أخذتُ أشرح للفتى الآيات حتى انتهيت من الشرح ورددت السورة مرتين وهو يردد خلفي ثم طلبت منه أن يقولها بمفردهِ .. فقال بعض الآيات وعندها يشق عليه قول آية أو لا يتذكرها يبتسم ويقول لي : هل أخبرك بقصتها؟ وبعد عدة محاولات حفظ الطفل السورة ،حفظها ك حفظه لسورة الإخلاص أتى شيخه وجاءت الأطفال فـ استأذن الطفل مني ليذهب له ، ف قولت له يافتىٰ هل أخبرك بشيء تضعه نصب عينيك!؟ إبتسم وقال لي أجل .. مسكت يّد الطفل وقبلتها ثم قُلت : كان هناك صحابيٌ يحكي لأصدقاءه ذات يومٍ رؤيا رأها في منامة فيقول لهم : رأيت البارحة فى منامي كأن القيامة قد قامت ، و قد دُعي بقراء القُرآن ، فكنت فيمن حضر ، فدخلنا دارًا ، فسمعت فيها ضجيج القرآن فوقفت أرعد من الرهبة فسمعت قائلا يقول : لا بأس عليك ، ارق و اقرأ .. فأدرت و جهي ، فإذا أنا بمنبر من درٍ أبيض دفتاهُ من الياقوت الأصفر ، ومراقتهُ زبرجرد أخضر .. فقيل لى : ارق و اقرأ ، ثم قيل لي اقرأ سورة الأنعام . فقرأت و أنا لا أدري على من أقرأ حتى بلغت الستين آية فلما بلغت قول الله تعالى : ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) قيل لى : يا حمزة ألست القاهر فوق عبادى ؟ فيقول الصحابي : حينها علمتُ أن الله هو الذي يقف أمامي فوالله تمنيت لو افنيت عمري كله أرتل كتاب الله.. ألا تشتاق يافتىٰ لترتل أمام الله ويسألك هكذا! ثم ربت على كتفه وهمست له بعبارات وددتُ لو قالها لي أحد منذُ الصغر .. -يافتىٰ أنت الآن تُعدُ وتُجهز لتُرتل أمام الله فلا تمل ولا تكل ولا تيأس ولا تشتكي من ضعف حيلتك .. فكل عالم تاركًا للقرآن جاهل.. ستكبر يافتىٰ وتكون حاملًا لكتاب الله وستكون مميزًا في الدنيا عندما تكون إمامًا بالناس .. يرتعد صوتك خشوعًا أثناء تلاوتك وستجد نفسك في الآخرة مميزًا ومُكرمًا أمام السفرة الكرام البررة وحق القرآن ليكرمن الله أهل القرآن ، فـ القرآن كلامه ، و ما أحب الله أحدًا كحبه لأهل القرآن.. هنيئًا لك زهرة شبابك التي ترعرعت في ظل آيات الله... وقبلت رأسه ثم قولت له : الآن إذهب إلى شيخك ورتل وكأنك تُرتل في ظل عرش الرحمٰن والله يستمع إليك .. - ذهب الفتىٰ إلى شيخه ، وكنت آراه كل يومٍ وأُحفّظه في المسجد حتى يأتي شيخه ، وبعد شهرين ودعتهُ لإنني إنتقلت إلى سكنٍ أخر ، ولم أره منذ هذا اليوم وعلمتُ بعدها أن شيخه أيضًا إنتقل ليُحفظ في مسجدٍ أخر .. - وبعد سبع سنواتٍ خرجت من عملي وركبت السيارة فوقف السائق أمام مسجد لنُصلي المغرب .. دخلت إلى المسجد وتوضأت وذهبت لأصلي حتىٰ رأيت شابًا وجههُ ك قطعة من القمر يُردد : ( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ, فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ) كانت ملامح الشاب ملامحٌ أعرفها جيدًا لكنني لا أتذكر أين رأيته.. كان صوته ك صوت الكروان ،صوتُ يتنفس في صدر يعقوب ليعطيه الأمل ، ويبثُ البشرىٰ في قلب أم موسى بعودة طفلها .. صوتٌ يبُشر زكريا بيحيى .. انتهت الصلاة وجلست لأردد أذكار ما بعد الصلاة حتى رأيت الشاب يجلس أمامي ويُقبّل رأسي ويقول : سأشهد لك يوم القيامة أمام الله أنك كُنت سبب ما أنا عليه الآن .. فـ همتتُ لأقول له من أنت يا فتىٰ!؟ فقطع ذلك صوته الذي كان يبتسم من شدة الفرحة وهو يقول : يا عمي ، هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا ، فـ والدي يأس من قلة تركيزي وضعف حيلتي.. وابتسم وقال : ختمت القُرآن وأخذتُ الإجازة والآن أصبحت أنا المُحفظ .. هنيئًا لك يا عمي تاج الكرامة ، عاملتني واحتضنت قلبي بلطف قلبك ،جعلت القُرآن أحب الأشياء إلي دون أن تشعر بذلك ، كنت اجيء إليك فترمم ضعف حيلتي .. فهنيئًا لك الجنان بأجر ما حفظت ")) وقبّل الشاب رأسي وذهب للأطفال ليُحفظهم")) علموا أولادكم القران الكريم. منقوووووول |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أنواع الفوز في القران الكريم . | قيثارة | القرآن والتفسير والإعجاز القراني | 22 | 03-09-2020 03:14 AM |
منَ هم الأسباط في القران الكريم ،؟ | قيثارة | القرآن والتفسير والإعجاز القراني | 22 | 01-08-2020 02:33 PM |
صفات الرجوله في القران الكريم | قيثارة | القرآن والتفسير والإعجاز القراني | 21 | 01-02-2020 05:32 PM |
الصحابي الاعجوبة المذكور في القران الكريم | الغالي | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 9 | 01-02-2020 05:36 AM |