#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
الإعجاز في حاسة السمع
الإنسانُ يتجاوَب مع الوسط الذي يعيش فيه، ويتفاعل معه بصورة تدعو إلى الانسجام والراحة والاطمئنان، ولا يكون ذلك إلا عن طريق الإحساس بهذا الوسط وما يحتويه من كائنات عديدة تحيط به من كل جانب، وهذا الإحساس والتجاوب يكونُ عن طريق أعضاء صغيرةٍ خلقها الله تعالى في الكائن الحي؛ لكي تربط بينه وبين الوسط الذي يعيش فيه برباط وثيق، وهي "أعضاء الحس"، فهذه الأعضاء تنقل للإنسان صورةً واضحة لِما يدورُ حولَه مِن الأحداث أو التفاعلاتِ الطبيعية أو البشرية، وهذه الحواسُّ الخمس المعروفة لدى الجميع؛ هي: السمع، والإبصار، والذوق، والشم، واللمس، ومِن المعروف أن هذه الحواسَّ ليست كلُّها على نفس الدرجة من الأهمية بالنسبة للإنسان، بل إن حاستَي السمع والإبصار لهما أهمية عظيمة بين هذه الحواس جميعًا في حياة الإنسان.
إن شاء الله تعالى سوف نتناول كل حاسة على حِدَةٍ؛ لكي نتعرَّف على عظمة الله وآياته المبهرة في الإنسان.. حاسة السمع: إن السمع مِن أَجَلِّ النعم وأعظمها التي امتن بها الخالق عز وجل على عباده، وقد ذكر ذلك في آيات كثيرة، جمعها العلماء في 17 آية في كتاب الله تعالى مقرونة غالبًا بنعمة البصر، ومنها قوله: ﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الملك: 23]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [الإنسان: 2]، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ ﴾ [الأنعام: 46]، وغيرها الكثير من الآيات الكريمة. إن في كلام الله دقةً بالغة في الصياغة، وما دام الإنسان سميعًا بصيرًا فلِمَ قدَّم السمع على البصر؟ إن الغرابة تنتفي مع التأمل والتدقيق في المعنى؛ لأن الإنسان يحصل على معظم معلوماته عن طريق حاستَي السمع والبصر، ولكن يمتاز السمع عن البصر بأنه يُدرِك الصوت من جميع الجهات الستِّ عن اليمين واليسار والأمام والخلف، ومن فوق ومن تحت، وفي الظلام والنور، وفي الليل والنهار، وعلى الرغم من الموانع، فإن السمع يصل إلى أذنك حيث كنت، وكأن السمع يغطي البيت كله، أما العين، فلا تدرك إلا من الجهة التي تنظر إليها، وكما أن السمع مستعدٌّ دومًا لاستقبال الأصوات؛ لأن الأذنينِ تبقيان دومًا مفتوحتين ومهيَّأتين للسمع، فعلى عكس العينين فلا تريان إلا عندما تكونان مفتوحتين. بداية السمع: اكتشف العلماء أن الجنين في بطن أمِّه تنمو عنده أماكن السمع والبصر في اليوم العشرين من تلقيح البُوَيضة، ولكن تنمو حاسة السمع في بطن أمه وهو في الأسبوع السادس والعشرين؛ أي: في نصف الشهر السابع، وهو في الرحم يستمع إلى أي مُنبِّه سمعي بإغلاق جفنَيْه، وهكذا فإن الجنين يسمع أمه ويشعر بدقات قلبِها وقرقرة الأمعاء، وقد ثبَت بالأبحاث العلمية أن الطفل يسمع صوت أمه وأبيه، ويبدأ بتخزين الصوت الأكثر تَكرارًا وهو صوت أبيه وأمه، ولذلك عند مولده يتعرَّف بسهولة على صوتِها الذي كان قد اختزَنه في ذاكرته أثناء الحياة الجنينية، وقد أثبت العلمُ كذلك أنه إن كانتِ الأمُّ في جوٍّ مليء بالضوضاء، فإن حركة الجنين تزداد تقلبًا داخل الرحم؛ حيث تشعر الأم الحامل بهذه الحركات غير العادية والزائدة عن المألوف، ونتيجة لذلك وُجد أن هؤلاء الأجنة يتعرَّضون بعد ولادتهم إلى اضطرابات في النوم، والعكس صحيح إن كان الجو المحيط بالأم يسودُه الهدوء والسكينة، يكون الجنين في هدوء وسكينة، وعليه فإن الأم الحامل عليها أن تعيش مدة حملها وسط جوٍّ هادئ، بعيد عن الصخب والضوضاء، فالجنين وهو في بطن أمه يستطيع أن يُميِّز الأصوات، كما أنه يتأثر بالأصوات الخارجية، حتى إن سرعة دقات قلبه تتغيَّر حسب نوع الصوت وشدته، وبذلك يُولَد الطفل بحاسة السمع كاملة، على عكس حاسة البصر التي يولد الطفل بها ناقصة، حتى إن الطفل لمدة عدة أيام لا يرى، ثم يبدأ في الرؤية بدون ألوان؛ "أي أبيض وأسود"، ثم يتطور بعد ذلك، ومِن هنا يكمُن تفضيل رب العزة السمع عن البصر، وتقديم السمع عن البصر؛ لأنه أول ما يؤدي وظيفته في الدنيا؛ ولأنه أداة الاستدعاء في الآخرة حين يُنفَخ في الصُّور. ومن الجدير بالذكر أن الأذن لا تنام أبدًا، فهي الصلة بين الإنسان والدنيا، فحين أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل أهل الكهف ينامون مئات السنين، ضرَب على آذانهم فأصبح النهار كما الليل بلا ضجيج، وحينما تعطَّلت حاسة السمع استطاعوا النوم مئات السنين، دون أي إزعاج؛ قال تعالى: ﴿ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴾ [الكهف: 11]. نبذة عن جهاز السمع: السمع إحدى الحواسِّ الخمس في الإنسان، وأداته الأذنان، وبه يعي الإنسان معنى الخطاب ويتواصل مع غيره من بني البشر، وكل أذن تتكون تشريحيًّا من ثلاثة أقسام، يسمى كل منها أذنًا: 1- الأذن الخارجية: وتتكوَّن مِن صيوان الأذن، ووظيفته تجميع وتركيز الأصوات ونقلها عبر القناة الأذينية الخارجية؛ حيث تُغطَّى هذه القناة بخلايا وأهداب تُفرِز شمع الأذن لمنع دخول أي موادَّ غريبة أو ميكروبات إلى الطبلة، وننصح بعدم استخدام أي آلة حادة - مثل القلم أو غيره - في تنظيف القناة وإخراج الشمع؛ لأن ذلك يقضي على هذه الأهداب التي تساعد على خروج هذه الإفرازات الشمعية إلى الخارج، وعدم تراكمها في الداخل؛ حيث إن هذه الأهداب لا ترى بالعين المجرَّدة، وبدونها تتراكم الإفرازات في الأذن، وتحتاج إلى غسيلٍ مَن وقت لآخر. وهذه القناة تنفصلُ عن الأذن الوسطى بغشاء رقيق، لا يزيد سُمكه على نصف ملليمتر، ولا يزيد قطره على تسعة ملليمترات؛ أي: أقل من سنتيمتر، وهو متين كالصلب مَرِن كالمطاط، حيويٌّ جدًّا لنقل الأصوات، ولو تعطَّل هذا الغشاء لفقد الإنسان سمعه، لذلك فقد جهَّزه الله عز وجل بما يحفظه من التلف، وجعله في آخر قناة منحنية أضيق مِن خنصر الإنسان؛ لئلا يعبث به الصغير فيخرق هذا الغشاء، ويسمى الطبلة، وعندما تصطدم به الأمواج الصوتية تحدث اهتزازات في الطبلة، وتنتقل هذه الاهتزازات من الطبلة إلى الأذن الوسطى. 2- الأذن الوسطى: تحتوى على هواء، وتتكوَّن من فراغ يتصل بالبُلعوم بقناة إستاكيوس، ووظيفتها اتِّزان الضغط على جانبي الطبلة، وتحتوي كذلك على 3 عظمات سمعية: "المِطرَقة - السَّندان - الركاب"، ويرتكز الطرف الداخلي لهذه السلسلة المكونة من تلك العظمات الثلاث على غشاء رقيق آخر يمتد على فتحة الأذن الداخلية. 3- الأذن الداخلية: تحتوي على سائل ليفي، وتتكون من القوقعة والقنوات نصف الدائرية، وتنقل الموجات الصوتية للعصب السمعي الذي بدوره ينقله إلى الجزء المختص في المخ، ويستطيع الإنسان عندئذٍ إدراك تلك المؤثِّرات الصوتية والتمييز بينها. ويمكننا أن نختصر وصول الصوت من الوسط الخارجي إلى المخ على الوجه التالي: صيوان الأذن - الطبلة - العظيمات السمعية - قوقعة الأذن - النهايات العصبية - العصب السمعي... إلخ. حكمة ربانية في وجود التوازن على جانبي الطبلة: تجدُرُ الإشارة إلى أن طبلة الأذن لا تستطيع القيام بالاهتزازات المطلوبة على الوجه الأكمل، إلا إذا كان الضغط الواقع على كلٍّ من سطحَيْها الداخلي والخارجي متساويًا، فكيف ذلك والسطح الخارجي للطبلة مُعرَّض للضغط الجوي على الدوام؟! يجب أن يكون السطح الداخلي أيضًا مُعرَّضًا لمثل هذا الضغط؛ لذلك خلق الله تعالى قناةً خاصة يُطلَق عليها اسم "قناة إستاكيوس"، هذه القناة تعمَلُ على تعادل الضغط داخل وخارج الطبلة، وهي تمتد بين الحَلق وتجويف الأذن الوسطى الذي تحدُّه الطبلة من الخارج، ونرى غلق هذه القناة عند الإصابة بنزلات البرد والزكام، وقد تمتدُّ أحيانًا من الحلق عبر قناة "إستاكيوس" إلى الأذن الوسطى، فإذا تكرَّر حدوث مثل هذه النزلات، فقد ينتج عن ذلك تغلُّظ الطبلة والعظيمات السمعية؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالصمم. وكذلك يحدث عدم تعادل في الضغط على جانبي الطبلة عند ركوب الطائرة، خصوصًا عند الصعود والهبوط، فينصح الراكب أن يبلع ريقه، أو يمضغ شيئًا في فمه؛ لفتح هذه القناة والعمل على تعادل الضغط على جانبي الطبلة. وظائف أخرى للأذن: 1- توازن الجسم: تحتوي الأذن الداخلية - بالإضافةِ إلى القوقعة - على جهازٍ آخرَ على جانب كبير من الأهمية، وهو "جهاز التوازن"، وهو يتركَّب مِن ثلاث قنوات هلالية الشكل، تمتد متعامدة بعضها على بعض، وعن طريقها يستطيع الإنسان الاحتفاظَ بتوازن الجسم، فإن حدث أي اختلال في هذا الجهاز، فهو يؤدي إلى إصابة الإنسان بالدُّوار؛ مما يجعله يترنَّح ذات اليمين وذات اليسار، كما لو كان سِكِّيرًا أفرط في الشراب، وقد يحدث هذا الدُّوار في حالات كثيرة عند ركوب البواخر أو الطائرات، أو السيارات لمسافات طويلة في طريق غير ممهَّدة، تؤدي بدورها إلى اهتزاز الجسم بصورة مستمرَّة؛ مما يؤثر على جهاز التوازن، وينتج عن ذلك ما يعرف بدُوار البحر، أو دُوار الطائرات أو السيارات. 2- الكلام: لا تقتصر فائدةُ الأذن على عمليتي السمع والتوازن فقط، بل إن لها أهميةً قصوى في عملية الكلام، فالمعروف أن الإنسان يمتاز عن باقي المخلوقات بقدرته على الإفصاح عما يريد، عن طريق اللغة التي يتخاطب بها مع الآخرين، ومن المعروف لدى الجميع أن الأطفال عندما يَخرُجون من بطون أمهاتهم لا يعرفون شيئًا عن الكلام، بل هم يتعلَّمونه في السنوات الأولى من أعمارهم عن طريق المحاكاة، فهم يُقلِّدون الأصوات التي يسمعونها ممن حولهم، وشيئًا فشيئًا يستطيعون النطقَ ببعض الألفاظ السهلة أولًا، ثم الألفاظ المعقَّدة بعد ذلك شيئًا فشيئًا إلى أن يُصبِحوا قادرين على الكلام كغيرهم من بني جنسهم. إن هذه العملية لا يمكن حدوثُها على الإطلاق ما لم يكونوا قادرين على سماع الأصوات التي تتردَّد حولهم؛ أي: يكونون متمتعين بحاسة السمع التي تعدُّ الوحيدة التي لا يستطيع الإنسان أن يُعطِّلها بإرادته. وهذا هو السبب في أن الطفل الذي يولد وهو مصاب بالصمم يُصبِح بعد ذلك في المستقبلِ أبكمَ لا يتكلم، وهذا ليس بجديد في عالم الطب، ولكن بيانه جاء في كتاب ربنا في الآية الكريمة عن المنافقين: ﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴾ [البقرة: 18]؛ ذلك لأنه مَن كان أصمَّ كان أبكمَ، فالذي لا يسمع لا ينطق، ونرى في الواقع ويُؤكِّده العلم الحديث كم مِن الذين فقدوا بصرهم كانوا قمة في العلم والأدب وأعلامًا؛ أمثال فضيلة الشيخ عبدالحميد كشك، وأبي العلاء المعري، وغيرهما كثيرون، ولكننا لم نسمع عن عالم أو أديب أصمَّ منذ مولده. الصمم: هو فِقدان السمع، وقد يكون ولاديًّا، فيولد الطفل فاقدًا للسمع، أو يكون مكتسبًا، فيحصل بسبب بعض الإصابات التي تصيب الأذنين، وينتج الصمم عن عطب العصب السمعي الذي ينقل التنبيهات السمعية من الأذن إلى مركز السمع في الدماغ، وقد ينتج عن مرض بالأذن الوسطى التي هي أداة السمع، وإذا ما وُلِد الطفل أصمَّ، فإنه في الغالب يصاب بالبَكَم؛ لأنه لا يستطيع أن يسمع الأصوات ليُقلِّدها. الضوضاء: هي الضجيج أو ارتفاع الأصوات، ولها تأثير سيئ جدًّا على حاسة السمع، وهي تُضعِف السمع وتُسبِّب الطنين، وتُولِّد التوتر والعصبية وسرعة الانفعال، وهذا ما أكثره في هذه الحياة الآن بسبب الآلات والمصانع والمواصلات، والمِذياع والتليفزيون والهواتف المحمولة وغيرها، وتقدر الإحصاءات أن أكثر من 50 من البشر باتوا يُعانون مِن ضعف السمع بدرجات متفاوتة قد تصل إلى حدِّ الصمم، وحذَّرت الجهات المسؤولة عن الصحة العامة في العالم مِن خطر الضوضاء. وقد كان الإسلام سباقًا لمعالجة هذه الظاهرة المؤذية، فقد وضع قواعد عامة تمنع إيذاء الغير في أي مكان، وحرَّم الإسلام أدوات اللهو والغناء التي تُصدِر أصواتًا صاخبة تؤذي السمع بشدة، فمثلًا الضوضاء التي تصاحب حفلةً مِن حفلات الروك الغربي قد تسبِّب فِقدان الإنسان سمعَه لعدة ساعات بعد الحفلة، وصدق ربُّ العزة إذ يقول: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 55]. وهكذا فإن العمل على تخفيفِ الضوضاء هو مطلب إسلامي، وهو أيضًا مطلب صحي يستهدف حمايةَ الإنسان والبيئة من أضرار الضوضاء، ولأهمية نعمةِ السمع عند الشارعِ، فقد قدَّر في الجناية التي تؤدي إلى فِقدان السمع دَيَةً كاملة، سواء ذهب السمع بالجناية المباشرة على جهاز السمع؛ كالضرب على الرأس أو الأذن، أو بالجناية غير المباشرة؛ كإحداث صوت مؤذٍ يُذهِب السمعَ. وقد ثبت علميًّا أن الأُذُن البشرية ذاتُ إمكانيات محدودة؛ حيث لا تستطيع تمييز الأصوات ذات التردُّد أو الذبذبات التي تقلُّ عن حوالي عشرين ذبذبة في الثانية، أو التي تزيد على حوالي عشرين ألف ذبذبة في الثانية، كما أن قوة الصوت أو شدته تؤثِّر تأثيرًا ضارًّا على أذن الإنسان إذا تعدَّت حدودًا معينة؛ حيث إن هناك أصواتًا مرتفعة لدرجة أنها تكون قاتلةً، وقد ورد في القرآن الكريم أن الله عز وجل قد أهلك بعض الأقوامِ بالصيحة؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ﴾ [القمر: 31]، ومِن عظمته أنه كما جعل الصيحة تُهلِك وتُدمِر، فإنه سبحانه سوف يجعلها سببًا لعودة الحياة في أجساد الموتى يوم القيامة يوم النفخة في الصور؛ لقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ﴾ [ق: 42]. إعجاز نبوي بالأذان في أذن المولود: لَمَّا كانت الأذن الداخلية هي الحاسَّةَ الوحيدة المكتملة لدى المولود، فهذا يُفسِّر لماذا تُوجِّهنا السُّنة النبوية إلى أن نُؤذِّن في أُذن المولود، ولم يُوجِّهنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن نؤذن في المكان الذي يوجد فيه المولود، وليس في أذنه مباشرة، ما دام أن الأذن تكون مكتملة تشريحيًّا ووظيفيًّا. فمن المعروف وجود السائل الأمينوسي عند الولادة الذي يملأ تجاويف الجنين، ومنها الأذن الخارجية والوسطى، ومن ثَم يحدث ضعف في السمع، فربما لو أُذِّن في المكان لا يسمع المولود، فكانت الحكمة البالغة بالأمر بأن نُؤذِّن في أُذُن المولود. إن ما عرضناه هنا أمور مختصرة جدًّا، وما زالت الأذن سرًّا من أسرار صنعة الله عز وجل. فيا أخي المسلم، كرِّم هذه الحاسة بترك سمعِ المعاصي، فهناك أناس محرومون من هذه الحاسة ويتمنَّون لو يستطيعون أن يسمَعوا ولو ليوم واحد، فاحفَظ سمعَك، واستخدمه فيما يرضي الله، وعلينا شكر المُنعِم الذي تفضَّل علينا بهذه النعمة العظيمة؛ حتى يحفظ الله لنا جوارحنا؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]. |
09-12-2020, 01:11 AM | #3 |
|
|
|
09-23-2020, 10:58 AM | #6 |
|
|
|
09-23-2020, 10:58 AM | #7 |
|
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حاسة الشم بين الإعجاز في الخلق وعظمة الخالق | رويم | القرآن والتفسير والإعجاز القراني | 20 | 07-15-2021 09:54 AM |
الإعجاز النفسي في الصلاة | رويم | القرآن والتفسير والإعجاز القراني | 42 | 07-15-2021 09:54 AM |
الإعجاز في القرآن الكريم | مهابه | القرآن والتفسير والإعجاز القراني | 23 | 02-29-2020 06:47 AM |
علاج ضعف السمع بالخلايا الجذعية | قيثارة | زادك و صحتك | 13 | 02-20-2020 04:24 PM |
في منع الجان ومردة الشياطين من استراق السمع حين أنزل القرآن | رويم | نفحات نبوية / الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام | 2 | 03-04-2019 08:05 PM |