لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب العفو والتسامح، فحينما جاءه جبريل عليه السلام يخيره بين معاقبة من آذوه وبين الصفح عنهم، قال صلى الله عليه وسلم :« باب التوبة والرحمة أحب إلي». فعفا عنهم، ثم دعا لهم. كما كان صلى الله عليه وسلم يحب كل اتفاق يرد الحقوق إلى أصحابها، والأمور إلى نصابها، قال عليه الصلاة والسلام عن حلف الفضول:«لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت». وهو حلف تعاهدوا فيه على إعانة المظلوم، والتعاون على الخير والبر؛ لتعيش المجتمعات في سلام واطمئنان ووئام، وهذا ما دعا إليه ديننا الحنيف، وأحبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام :« أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة». فلنجدد حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بحب ما كان يحبه، والاجتهاد في العمل به؛ لنظفر بمحبته، ونحظى في الجنة بصحبته، قال صلى الله عليه وسلم :« المرء مع من أحب». هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين.