هو العدل والخيار، وهو أحسن الأمور وأفضلها وأنفعها للناس وأجملها، كما تعرّف على أنّها الاعتدال في كلّ أمور الحياة ومنهاجها وتصوراتها ومواقفها، فالوسطية ليست مجرد موقف بين الانحلال والتشديد، بل تعتبر موقفاً أخلاقياً وسلوكياً ومنهجاً فكرياً. الاعتدال هو الاستقامة، والاستواء، والتزكية، والتوسط بين حالين، بين مجاوزة الحدّ الطلوب والقصور عنه، كما يعرف على أنّه الاقتصاد والتوسط في الأمور، وهو أفضل طريقة يتبعها المؤمن من أجل تأدية واجباته نحو ربّه، ونحو نفسه. شروط الوسطية والاعتدال التوسط والاعتدال يكون بالالتزام بالصراط المستقيم، فالدين الوسط هو الصراط المستقيم الذي لا يوجد انحراف فيه ولا اعوجاج، ولا يضل فيه سالكه ولا يتحيّر ولا يتردّد. التوسّط والاعتدال يكون بالاستقامة على طاعة الله تعالى والخضوع لأوامره، والاستقامة تكون بطاعة الله باطناً وظاهرً، والبعد عن معاصيه، دون الميل الى التفريط والإفراط ولا تقصير ولا غلو. مظاهر الوسطية
والاعتدال
التيسير على الناس والرفق في التعامل معهم، حيث إن التيسير مقصد مهم من مقاصد الدين، وصفة للشريعة في عقائدها وأحكامها، ومعاملاتها وأخلاقها، وفروعها وأصولها، فالله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه لم يكلف عبده إلا بوسعه، ولم يرد به الحرج والعنت، قال تعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" (البقرة:185)، فإنّ الإسلام دين اليسر والسهولة لا حرج فيه ولا تكليف للناس فوق طاقاتهم. الموازنة بين متطلبات الجسد والروح، فلا يجوز لأحد أن يحرم نفسه ممّا أحلّه الله عليه، بل عليه أن يتقرّب الى الله بالفعل المأمور به والمباح. محبّة الخير للناس كافّة، حيث تعدّ هذه الصفة من أهمّ الصفات التي يجب أن يتحلّى بها المسلم، وهي أصل كلّ الأحكام والتشريعات، ومن تمام الإيمان أن يحبّ المرء لأخيه المسلم ما يحبّه لنفسه، وأن يحبّ الخير والمنفعة للناس كافّة، ويأمر بالمعروف لهم وينهاهم عن فعل المنكر والكبائر. الوسطية والاعتدال في الاعتقاد بين متبعي الخرافات الذين يسرفون في الاعتقاد وتصديقه، من غير دليل ولا برهان، وبين الماديّين الذين ينكرون كلّ ما وراء الحس ولا يسمعون إلى العقل، فالإسلام يدعو الى الإيمان والاعتقاد، بشرط أن يكون هناك الدليل القطعيّ في كلّ شيء.