يمنع لأصحاب القلوب الضعيف
هذه القصة لم تكتب لمجرد انها قصة مرعبة للتسلية
ولكن وراءها هدف اتمنى ان يصل لمن كان على بصيرة
كان يطل قرب منتصف الليل
من نافذة غرفته وهو يتثاءب في كسل وخمول وعيناه قد داعبها النعاس
وفجأة ظهر آثار الزعر على وجهه وجحظت عيناه وطار النوم من عينيه
بعدها أخذ يصرخ بأعلى صوته في هيسترية
انتبهي ستسقطين انتبهي يا فتاة لا تتحركِ أثبتي في مكانكِ
ثم أخذ يستنجد بأعلى صوته
= النجدة هناك فتاة على حافة المبنى يا عالم
وعندما وجد الشارع خاليا والطفلة التي في العمارة المقابلة له على طرف سور السطح جرى
بأسرع ما يمكنه كي يلحقها ولكن ما أن اقترب حتى سقطت الفتاة وقد تحطم جسدها .....
صار يصرخ بأعلى صوته بنبرة باكية
= اين انتم يامن في هذه القرية اللعينة
ولكن لم يجيبه أحد وكأنها خاوية على عروشها لا أحد فيها سواه حمل الفتاة على ذراعيه كي ينقلها
اقرب مشفى ووضعها في سيارته
وأنطلق وفجأة عقد حاجبيه متعجبا من توقف سيارته المفاجئ في منتصف الطريق
حاول تشغيلها عدة مرات بلا فائدة
تملكه الغضب وصار يضرب مقود السيارة بكلتا يديه وهو يسب ويلعن
اعاد محاولة التشغيل وهو يتمتم في غضب
=هيا لعنك الله
خرج وفتح مقدمة السيارة يبحث عن سبب العطل المفاجئ بلا جدوى
وبعد محاولة لمدة ربع ساعة اخذ يرفس سيارته في غضب وانواع السباب
تهطل من لسانه كالمطر ثم اخذ يلتفت حوله لعله يجد من يساعده
وبعد يأسه من ذلك فتح الباب الخلفي للسيارة ليحمل الفتاه ويبحث عن أية منزل يقدم له
اية مساعدة .....لم يجد الفتاة !
وقف متسمرا وقد تجمدت الدماء في عروقه وبدأت قدماه ترتعش
وهتف في ذهول
= اين ذهبت البنت ...؟ أخذ يلتفت حوله كالمجنون
وصاح اين ذهبت البنت .....ولكن بلا جدوى لم يجد اجابة على سؤاله
جرى على قدميه ورجع لسكنه وأغلق الباب خلفه واستند عليه حتى
أغمي عليه رعبا ....
ومرت الساعات الطوال حتى فتح عينيه على صوت المنبه
قام وفرك عينيه وسحب المنبه بما تبقى له من قوة
ليجد الساعة وقد صارت السابعة مساء
قام بصعوبة وارتمى على سريره بجسده الواهن
وحاول اكمال نومه ليرتاح من تلك الليلة العصيبة ثم يبلغ الشرطة
بما حدث ولكن جافاه النوم حينما بدر سؤال لذهنه
ماذا سيقول لهم ؟ وهل سيصدقون قصته هذه وخاصة انه لا شهود على الحادثة
قرر بعدها نسيان كل ما حدث
وظل يلعن ويشتم مديره الذي أمر بانتدابه لهذه المنطقة النائية
وفكر في صديقه مازن الذي حضر معه كونه لا يعرف الطريق للقرية
فقرر الاتصال به ولكن ما أن تناول سماعة الهاتف حتى سمع
موسيقى و الزغاريد وصوت ودقات الدفوف لزفة عروس فخرج لكي يرى
في أي دور يقام هذا العرس فوجد كثير من المدعوون يصعدون فوق شقته تماما
شعر بالاستياء وعلم انه لن يستطيع النوم حتى منتصف الليل
تنهد في ضيق وما ان فعل ذلك حتى سمع نقرا على الباب
وبعد تردد فتح الباب ليجد امامه فتاة جميلة جدا مثيرة ترتدي ثوبا قصيرا جدا
وقف مشدوها فترة وابتسم همست بميوعة
= مرحبا
رد وهو يحاول عدم النظر لجسدها العاري
= أهلا هل من خدمة
قدمت اليه الفتاة طبقا مغطى وهتفت
وهي تنظر اليه بتحرش مثير و لجسده بعينين تتقاطر فتنة ورغبة
=انا أخت العروس التي تسكن فوقكم واحببت تقديم بعضا من عشاء الحفل لك
تلعثم فؤاد وقد تصبب عرقا وأخذ الطبق وهو مازال يتجنب النظر لها
اشكرك كثيرا لم اكن اريد لكم هذه الكلفة على كل حال زواجا مباركا
شهقت الفتاة ثم ضحكت ضحكة مثيرة حتى خشى فؤاد ان يسمعها الجيران
وتركته وصعدت
اغلق الشاب الباب وهو في قمة اثارته ووضع الطبق على الطاولة وهو يخطط كيف يرى تلك
الفتاة مرة أخرى وتعجب كونه منذ يومين هنا ولم يراها ولم يلمحها حتى وقت الحادثة
ومرت الساعات وأشرقت الشمس ولم ينتهي العرس !
بدأ الشاب يفقد صبره ما هذا حفل زفاف حتى الساعة السابعة صباحا ؟!
شعر بالجوع وقرر ان يتناول ما في الطبق التي اهدتها له الفتاة
وما أن اقترب من الطاولة وسحب غطاء الطبق حتى تسمر الشاب في مكانه وصاح
= كيف تجرؤا هذه الوقحة أن تفعل ذلك
وجد دجاجة مذبوحة بريشها ومتعفنة تلتهمها الديدان
أخذ الطبق صعد و الشر يتطاير من عينيه ليلقيه في وجهها وهو في شدة الغضب
وفجأة هدأ وتوقف يلتفت في حيرة
ذهل مما رأى وتعجب
اين المدعوين اين الناس أين مظاهر الحفل اين تلك الاصوات والدقات ؟
ليس هناك أدنى مظاهر الفرح وقرر أن يدق الباب بعد تردد دام عشر دقائق
وفتح الباب.
ووقف امامه رجل عجوز ربما في التسعين من عمره
أرتبك فؤاد والخوف ظهر عليه بعد هول ما رأى
........ الشقة محترقة تماما متفحمة وكثير من الصور المعلقة على الجدار ولكنها غير محترقة ومن احدى
الصور عروس مرعبة الشكل
قال للعجوز صاحب الوجه الجامد
بتلعثم
=مساء الخير ...من فضلك اريد الانسة التي نزلت عندي امس اريد ارجاع طبقها
ولكن الرجل الكهل نظر اليه في ازدراء واغلق الباب في وجهه
ثار فؤاد وغضب ودق الباب مرة أخرى ففتحت له الفتاة وهي ترتدي اللون الاسود
ابتسمت بوجه كئيب وحزين وهتفت
= مرحبا تفضل
رد الشاب في غضب مكبوت بعدما فتح غطاء الصحن وهو ينظر اليها في غضب
= هل من الأخلاق ان ترسلي لي هذه الوجبة القذرة
نظرت الفتاة للصحن بوجه بارد رفعت راسها له وقالت
= ما بها الوجبة
نظر الشاب للطبق ليجد دجاجة مشوية رائحتها ذكيه ولم تكن متحللة
خرس الشاب ووقف مذهولا ولم ينبث ببنت شفه
دعته الفتاة برقة فدخل بعد تردد
وهو يرتجف
وجد الصالة المحترقة وعدة كراسي مرصوصة وكأن المكان لم يكن به حفل بالأمس
عزاء؟!!!!
هتف وهو في كامل حيرته
= عزاء؟!!!.....................
شقة محترقة وبها عزاء؟
وصور معلقه لم يمسها أي شعلة لهيب واين حفل امس ؟
وبها اناس اثار الفزع قد ظهر على محياهم بشكل مرعب ومنهم تلك الطفلة التي حاول مساعدتها واختفت من سيارته
= صاح بكل خشونة وهو يشير لصورة الفتاة
= هذه البنت نعم انا متأكد تلك التي وقعت أمس من العمارة
ثم التفت للفتاة وقال مرتابا
اين الحفل الذي اقيم امس هنا ؟ الم يكن في هذه الشقة عرس بالأمس؟
= برقت عين الفتاة بشرر وصرخت في وجهه بكل غضب
= حفل وعرس ولدينا عزاء منذ خمسة وأربعون سنه ايها الساقط
سحبته من يده وأخرجته خارج الشقة وبصقت عليه وأغلقت الباب في وجهه
تسمر الشاب وقد جحظت عيناه مذهولا
حاول مسح البصاق من على وجهه وفزع بشده حينما وجده دما ...
جرى على السلالم وهو يتعثر ويقع ودخل شقته وأغلق خلفه الباب
وما أن تنفس الصعداء حتى بدأ يحك في رأسه بشكل جنوني حتى تعلقت بيده حشرة كبيرة الحجم
صرخ في رعب
= ما هذا قمل ....!!
قمل كبير الحجم ؟
من أين أتى ؟
جرى وهو يشعر بحالة اشمئزاز والرعب واتجه نحو الحمام
كي يرى ما حدث في راسه حاول ان يغسل شعره ولكن فجأة
وجد حوض الاستحمام مليء بالقمل مئات منه ولكنه كبير بشكل مقرف
حاول الخروج ولكنه سمع همس بأعلى الحمام رفع رأسه ليشاهد فتاة محترقة تنظر اليه بعينين مخيفة
وتهمس
= أنا من أحرقتهم انا من أحرقت ابي الذي قتل امي وتزوج عليها صبية شريرة احرقتهم كلهم
اشعلت النيران في الشقة ماتوا جميعا وبقيت انا وحدي وسوف اقتلك ايها النهم وتعالت ضحكات
الفتاة واختفت .......
صرخ الشاب ودخل غرفته كي يجمع اشيائه ويهرب من هذه العمارة المشؤمة
ولكن.........سيارته معطلة ماذا سيفعل
رفع سماعة الهاتف وحاول الاتصال ولكن سمع صوت ضحكات البنت داخل غرفة نومه
بشكل جنوني ضحك هستيري مختلط ببكاء ونحيب بكاء مرعب
دخل غرفة النوم بعدما سحب مطرقة من المطبخ وقف متسمر ولم يستطع إلا البكاء
من شدة الرعب وجسمه يرتجف بشكل هستيري بعدما وجد
= شعر كثيفا بشكل مخيف يتدلى من سقف الغرفة والفتاة تمسك بمقص كبير جدا وتقص الشعر
وأرضية الغرفة مليئة بالشعر المقصوص وقد حفرت حفرة داخل الغرفة عميقة ترمي
فيها الشعر الذي قصته
وبجانبها فتاة تبكي وتنتحب وبجوارها فستان ابيض نصفه محترق والنصف الآخر ملطخ بالدم
اقتربت الفتاة منه والشرر يتطاير من عينيها
وبعدها اغمي على الشاب بعدما صرخ صرخة مدوية هزت سكون الليل ........
البقية قريبا