لم تنم من الحنين الذي أرمض قلبها إلى حبيب الصبا وفيما هي ساهرة تسامر النجم المزدان والبدر المكتمل رأتْ طيفاً يطيف بخبائها فنهضتْ واتجهتْ إليه فرأتْ شاباًّ نحيلاً فسألته والدهشة تعلو محياها : أأنت مصاب فنداويك ؟ أم خائف فنؤمنك ؟ أم مملق فنغنيك ؟
وعندما لم تسمع منه جواباً نظرتْ إليه ملياًّ ثم قالتْ : على رسلك لا أنتَ خائف ولا طالب نوال وإنما أنتَ محب أضر به الهوى لما أراه من ذبول عينيك واصفرار جسدك ونحوله فوارحمتاه لك مما ألمَّ بك .
وعندما علمتْ أنه حبيب الصبا الذي طال عهد النأي بينهما تسامرا طيلة تلك الليلة وكان آخر العهد بينهما .