القرآن وبناء الحياة المزدهرة على سطح الارض
فمن فضل الإسلام على البشرية أن جاءها بمنهاج قويم في تربية النفوس وتنشئة الأجيال
وتكوين الأمم، وبناء الحضارات، وإرساء قواعد المجد والمدنية،
وما ذاك إلا لتحويل الإنسانية التائهة في ظلمات الشرك والجهالة والضلالة إلى نور التوحيد والعلم والهدى،
وصدق الله العظيم القائل في محكم تنزيله:
{قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام
ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}
سورة المائدة: [الآية: 16].
لقد جاء القرآن الكريم، وحلَّ في القلوب، وانعكس في الأعمال والأخلاق،
فنقل الأمة العربية التي كانت مشتتة لا تجمعها رابطة سياسية ولا دينية،
من الحضيض إلى القمة، ومن التفرق إلى الوحدة، ومن المهانة إلى العزة،
فقام أبناؤها ينشرون هذا الدين الحنيف وفتحوا نصف العالم في أقل من قرن، بعد أن كانت تسودهم النزاعات والمخاصمات،
فتحوه فتح رحمة وإنسانية وإخاء، فلم يعرف التاريخُ فاتحاً أرحم من العرب،
ونشروا فيه حضارةً متينةً راسخة، بقيت آثارُها إلى اليوم
قامت على عقيدة راسخةٍ دعتْ إلى الإيمان بالله الواحد، وتقديس جميع الرسالات السماويةِ السابقة مع تقديس أنبيائها،
انطلاقاً من الحديث النبوي الشريف القائل:
((الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد))
رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة ،
ودعت إلى الأخلاق الفاضلة ونشر العلم والمعرفة والتزكية والمحبة والوئام بين بني البشر،
فهم متساوون عند الله، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أحمر إلا بالتقوى
مصداقاً لقوله تعالى:
{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
سورة الحجرات: [الآية: 13].)،
كما دعت لإعمار الأرض وإقامة بنيانها حيث قال سبحانه:
{هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}
وبيّنت للإنسان أن سبيل السعادة الحقة أن يكون ذا جناحين
(جناح التزكية وجناح المعرفة )
فلاحه أن يعمل للدارين، دار الدنيا ودار الآخرة،
وقد أكد سبحانه أن من التزم بهذه الطريق لابد أنه سيكون من أصحاب هذه السعادة،
فقال سبحانه:
{من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة
ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}
فتتحقق لهذه الأمة قولُ الله عز وجل: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}
وإذا ما أراد العالم اليوم أن يتخلص من انتحاره البطيء،
من الهاوية التي يتساقط فيها شيئاً فشيئاً، فما عليه إلا أن يرجع إلى كتاب الله الخالد - القرآن -
لتكتحل روحه بنور الحقيقة، ولتسمو إلى أعلى عليين،
فيحقق فردوسها في الأرض قبل أن يحققه في السماء، ويعيش جنة الدنيا قبل جنة الآخرة،
ولله در من قال:
قد حوى القرآنُ نوراً وهدى
قل لقوم نبذوا أحكامه
فاسألوا التاريخ عن قرآنكم
فكأن الكون فيكم روضة
وكأن الكون أفقٌ أنتمُ
فعصى القرآنَ من لا يعقل
مالكـم مما نبـذتم بدل
يوم ضاءت بسناه السبل
وعلى الأغصان أنتم بلبل
فـيه بدر ساطع لايأفل
لذا اسمحوا لى اخوتى ان استعرض معكم كيف يبنى القرآن
الحياة المزدهرة على سطح الارض وكيف عندما نعود لشرع ربنا
نمتلك سعادة الدنيا وجنة الاخرة....