ننتظر تسجيلك هـنـا

مجلة امل عمرى الاصدار الثانى لعام 2020
عدد مرات النقر : 2,386
عدد  مرات الظهور : 76,605,564
مركز رفع منتدى امل عمري
عدد مرات النقر : 2,932
عدد  مرات الظهور : 76,605,641
تقسيط بطاقات سوا بكل الفئات
عدد مرات النقر : 784
عدد  مرات الظهور : 58,648,118
منتديات أمل عمري الأدبية ترحب بكم  .. كلمة الإدارة


الإهداءات


العودة   منتديات أمل عمري > خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل > خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-2017, 10:52 AM   #441
عمدة الحاره


الصورة الرمزية النجم البعيد
النجم البعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 12-24-2017 (09:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



تابع – سورة المنافقون

محور مواضيع السورة :

ويكفيك لأجل أن تشعر بخطورة الدور الذي قام به المنافقون ، وخاصة في أوائل العهد ، أن تلاحظ أن المنافقين كانوا أقوياء نسبيا بعصبياتهم التي كانت ما تزال قوية الأثر في نفوس سواد قبائلهم ، كما أنهم لم يكونوا مفضوحين فضيحة تامة ، ولم يكن الإسلام قد رسخ في هذا السواد رسوخا كافيا وأن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - كان محوطا بالمشركين الجاحدين من كل جانب ، وأهل مكة خصومه الألداء ، وهم قبلة الجزيرة يتربصون به الدوائر ، ويتحينون كل فرصة ووسيلة للقضاء عليه واليهود في المدينة وحولها قد تنكروا له منذ عهد مبكر وتطيروا به ، ثم جاهروه بالكفر والعداء والمكر

ولم يلبث أن انعقد بينهم وبين المنافقين حلف طبيعي على توحيد المسعى ، والتضامن في موقف المعارضة والكيد ، حتى ليمكن القول : إن المنافقين لم يقووا ويثبتوا ويكن منهم ذلك الأذى الشديد والاستمرار في الكيد والدس إلا بسبب ما لقوه من اليهود من تعضيد ، وما انعقد بينهم من تضامن وتواثق ، ولم يضعف شأنهم ويخف خطرهم إلا بعد أن مكن اللّه للنبي من هؤلاء وأظهره عليهم ، وكفاه شرهم.

وهذه السورة تبدأ بوصف طريقتهم في مداراة ما في قلوبهم من الكفر ، وإعلانهم الإسلام والشهادة بأن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - هو رسول اللّه. وحلفهم كذبا ليصدقهم المسلمون ، واتخاذهم هذه الأيمان وقاية وجنة يخفون وراءها حقيقة أمرهم ، ويخدعون المسلمين فيهم :
«إذا جاءك المنافقون قالوا : نشهد إنك لرسول اللّه - واللّه يعلم إنك لرسوله - واللّه يشهد إن المنافقين لكاذبون.
اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل اللّه ، إنهم ساء ما كانوا يعملون» ..



فهم كانوا يجيئون إلى رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فيشهدون بين يديه برسالته شهادة باللسان ، لا يقصدون بها وجه الحق ، إنما يقولونها للتقية ، وليخفوا أمرهم وحقيقتهم على المسلمين. فهم كاذبون في أنهم جاءوا ليشهدوا هذه الشهادة ، فقد جاءوا ليخدعوا المسلمين بها ، ويداروا أنفسهم بقولها. ومن ثم يكذبهم اللّه في شهادتهم بعد التحفظ الذي يثبت حقيقة الرسالة : «وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ» .. «وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ».

والتعبير من الدقة والاحتياط بصورة تثير الانتباه. فهو يبادر بتثبيت الرسالة قبل تكذيب مقالة المنافقين.




( يتبع )


 

قديم 07-02-2017, 10:52 AM   #442
عمدة الحاره


الصورة الرمزية النجم البعيد
النجم البعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 12-24-2017 (09:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



تابع – سورة المنافقون

محور مواضيع السورة :

ولو لا هذا التحفظ لأوهم ظاهر العبارة تكذيب المنافقين في موضوع شهادتهم وهو الرسالة. وليس هذا هو المقصود. إنما المقصود تكذيب إقرارهم فهم لا يقرون الرسالة حقا ولا يشهدون بها خالصي الضمير! «اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً» ..



وهي توحي بأنهم كانوا يحلفون الأيمان كلما انكشف أمرهم ، أو عرف عنهم كيد أو تدبير ، أو نقلت عنهم مقالة سوء في المسلمين. كانوا يحلفون ليتقوا ما يترتب على افتضاح أمر من أمورهم ، فيجعلون أيمانهم وقاية وجنة يحتمون وراءها ، ليواصلوا كيدهم ودسهم وإغواءهم للمخدوعين فيهم.


«فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» .. صدوا أنفسهم وصدوا غيرهم مستعينين بتلك الأيمان الكاذبة : «إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ» .. وهل أسوأ من الكذب للخداع والتضليل!؟

ويعلل حالهم هذه من شهادة مدخولة كاذبة ، وأيمان مكذوبة خادعة ، وصد عن سبيل اللّه وسوء عمل ..


يعلله بأنهم كفروا بعد الإيمان ، واختاروا الكفر بعد أن عرفوا الإسلام :
«ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ ، فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ» ..

فهم عرفوا الإيمان إذن ، ولكنهم اختاروا العودة إلى الكفر. وما يعرف الإيمان ثم يعود إلى الكفر قلب فيه فقه ، أو تذوق ، أو حياة. وإلا فمن ذا الذي يذوق ويعرف ، ويطلع على التصور الإيماني للوجود ، وعلى التذوق الإيماني للحياة ، ويتنفس في جو الإيمان الذكي ، ويحيا في نور الإيمان الوضي ء ، ويتفيأ ظلال الإيمان الندية .. ثم يعود إلى الكفر الكالح الميت الخاوي المجدب الكنود؟ من ذا الذي يصنع هذا إلا المطموس الكنود الحقود ، الذي لا يفقه ولا يحس ولا يشعر بهذا الفارق البعيد! «فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ» ..



( يتبع )


 

قديم 07-02-2017, 10:53 AM   #443
عمدة الحاره


الصورة الرمزية النجم البعيد
النجم البعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 12-24-2017 (09:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



تابع – سورة المنافقون

محور مواضيع السورة :

ثم يرسم لهم السياق صورة فريدة مبدعة تثير السخرية والهزء والزراية بهذا الصنف الممسوخ المطموس من الناس ، وتسمهم بالفراغ والخواء والانطماس والجبن والفزع والحقد والكنود. بل تنصبهم تمثالا وهدفا للسخرية في معرض الوجود :
«وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ. وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ. يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ. هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ. قاتَلَهُمُ اللَّهُ! أَنَّى يُؤْفَكُونَ؟» ..


فهم أجسام تعجب. لا أناسي تتجاوب! وما داموا صامتين فهم أجسام معجبة للعيون .. فأما حين ينطقون فهم خواء من كل معنى ومن كل حس ومن كل خالجة .. «تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ» .. ولكنها ليست خشبا فحسب. إنما هي «خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ» .. لا حركة لها ، ملطوعة بجانب الجدار!



هذا الجمود الراكد البارد يصورهم من ناحية فقه أرواحهم إن كانت لهم أرواح! ويقابله من ناحية أخرى حالة من التوجس الدائم والفزع الدائم والاهتزاز الدائم :



«يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ» ..
فهم يعرفون أنهم منافقون مستورون بستار رقيق من التظاهر والحلف والملق والالتواء.

وهم يخشون في كل لحظة أن يكون أمرهم قد افتضح وسترهم قد انكشف. والتعبير يرسمهم أبدا متلفتين حواليهم يتوجسون من كل حركة ومن كل صوت ومن كل هاتف ، يحسبونه يطلبهم ، وقد عرف حقيقة أمرهم!! وبينما هم خشب مسندة ملطوعة إذا كان الأمر أمر فقه وروح وشعور بإيقاعات الإيمان .. إذا هم كالقصبة المرتجفة في مهب الريح إذا كان الأمر أمر خوف على الأنفس والأموال! وهم بهذا وذاك يمثلون العدو الأول للرسول - صلى اللّه عليه وسلم - وللمسلمين :
«هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ» ..
هم العدو الحقيقي. العدو الكامن داخل المعسكر ، المختبئ في الصف. وهو أخطر من العدو الخارجي الصريح. «فَاحْذَرْهُمْ» .. ولكن الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - لم يؤمر هنا بقتلهم ، فأخذهم بخطة أخرى فيها حكمة وسعة وثقة بالنجاة من كيدهم (كما سيجيء نموذج من هذه المعاملة بعد قليل) ..
«قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ» ..
فاللّه مقاتلهم حيثما صرفوا وأنى توجهوا. والدعاء من اللّه حكم بمدلول هذا الدعاء ، وقضاء نافذ لا راد له ولا معقب عليه .. وهذا هو الذي كان في نهاية المطاف.

( يتبع )


 

قديم 07-02-2017, 10:53 AM   #444
عمدة الحاره


الصورة الرمزية النجم البعيد
النجم البعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 12-24-2017 (09:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



تابع – سورة المنافقون

محور مواضيع السورة :

ويستطرد السياق في وصف تصرفاتهم الدالة على دخل قلوبهم ، وتبييتهم للرسول - صلى اللّه عليه وسلم - وكذبهم عند المواجهة .. وهي مجموعة من الصفات اشتهر بها المنافقون :

«وإذا قيل لهم : تعالوا يستغفر لكم رسول اللّه لووا رؤوسهم ، ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون. سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم ، لن يغفر اللّه لهم ، إن اللّه لا يهدي القوم الفاسقين.

هم الذين يقولون :
لا تنفقوا على من عند رسول اللّه حتى ينفضوا. وللّه خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون
. يقولون :
لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. وللّه العزة ولرسوله وللمؤمنين. ولكن المنافقين لا يعلمون» ..

وقد ذكر غير واحد من السلف أن هذا السياق كله نزل في عبد اللّه بن أبي بن سلول :

وفصل ابن إسحاق هذا في حديثه عن غزوة بني المصطلق سنة ست على المريسيع .. ماء لهم .. فبينا رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - على ذلك الماء - بعد الغزوة - وردت واردة الناس ، ومع عمر بن الخطاب أجير له من بني غفار يقال له : جهجاه بن مسعود يقود فرسه ، فازدحم جهجاه وسنان بن وبر الجهني حليف بني عون ابن الخزرج على الماء ، فاقتتلا ، فصرخ الجهني : يا معشر الأنصار. وصرخ جهجاه. يا معشر المهاجرين.

فغضب عبد اللّه بن أبي بن سلول ، وعنده رهط من قومه ، فيهم زيد بن أرقم غلام حدث. فقال : أو قد فعلوها؟ قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا.

واللّه ما أعدّنا وجلابيب قريش إلا كما قال الأول : سمن كلبك يأكلك! أما واللّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. ثم أقبل على من حضره من قومه فقال لهم : هذا ما فعلتم بأنفسكم : أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، أما واللّه لو أمسكتم عنهم بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم.

( يتبع )


 

قديم 07-02-2017, 10:53 AM   #445
عمدة الحاره


الصورة الرمزية النجم البعيد
النجم البعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 12-24-2017 (09:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



تابع – سورة المنافقون

محور مواضيع السورة :

سمع ذلك زيد بن أرقم. فمشى به إلى رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وذلك عند فراغ رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - من عدوه ، فأخبره الخبر ، وعنده عمر بن الخطاب. فقال :

مر به عباد بن بشر فليقتله. فقال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - : «فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه؟ لا ولكن أذن بالرحيل». وذلك في ساعة لم يكن رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - يرتحل فيها. فارتحل الناس ، وقد مشى عبد اللّه بن أبي بن سلول إلى رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - حين بلغه أن زيد بن أرقم قد بلغه ما سمع منه - فحلف باللّه ما قلت ما قال ولا تكلمت به. وكان في قومه شريفا عظيما. فقال من حضر رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - من الأنصار من أصحابه : يا رسول اللّه عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل. حدبا على ابن أبي بن سلول ودفعا عنه.

قال ابن إسحاق فلما استقل رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وسار لقيه أسيد بن حضير ، فحياه بتحية النبوة وسلم عليه ، ثم قال : يا نبي اللّه ، واللّه لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح في مثلها. فقال له رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - : «أو ما بلغك ما قال صاحبكم؟» قال : وأي صاحب يا رسول اللّه؟ قال «عبد اللّه بن أبي» قال : وما قال؟ قال : «زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل؟» قال : فأنت يا رسول اللّه واللّه لتخرجنه منها إن شئت. هو واللّه الذليل وأنت العزيز. ثم قال : يا رسول اللّه ارفق به. فو اللّه لقد جاءنا اللّه بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ، فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكا! ثم مشى رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - بالناس يومهم ذلك حتى أمسى ، وليلتهم حتى أصبح ، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس. ثم نزل بالناس ، فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض فوقعوا نياما ، وإنما فعل ذلك رسول اللّه - صلى - اللّه عليه وسلم - ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من حديث عبد اللّه ابن أبي.

قال ابن إسحاق : ونزلت السورة التي ذكر اللّه فيها المنافقين ، في ابن أبي ومن كان على مثل أمره. فلما نزلت أخذ رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - بأذن زيد بن أرقم ، ثم قال : «هذا الذي أو فى للّه بأذنه» ..

( يتبع )


 

قديم 07-02-2017, 10:53 AM   #446
عمدة الحاره


الصورة الرمزية النجم البعيد
النجم البعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 12-24-2017 (09:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



تابع – سورة المنافقون

محور مواضيع السورة :
وبلغ عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي الذي كان من أمر أبيه.
قال ابن إسحاق. فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن عبد اللّه أتى رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فقال : يا رسول اللّه ، إنه بلغني أنك تريد قتل عبد اللّه بن أبي فيما بلغك عنه. فإن كنت لا بد فاعلا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه ، فو اللّه لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني ، وإني أخشى أن تأمر غيري فيقتله ، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد اللّه بن أبي يمشي في الناس ، فأقتله ، فأقتل مؤمنا بكافر ، فأدخل النار. فقال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - : «بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا».



وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنفونه. فقال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - لعمر بن الخطاب حين بلغه ذلك من شأنهم : «كيف ترى يا عمر؟ أما واللّه لو قتلته يوم قلت لي : اقتله لأرعدت له آنف لو أمرتها اليوم تقتله لقتلته» .. قال : قال عمر : قد واللّه علمت لأمر رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أعظم بركة من أمري ..

وذكر عكرمة وابن زيد وغيرهما أن الناس لما قفلوا راجعين إلى المدينة وقف عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي على باب المدينة ، واستل سيفه ، فجعل الناس يمرون عليه ، فلما جاء أبوه عبد اللّه بن أبي قال له ابنه :
وراءك! فقال : مالك؟ ويلك! فقال : واللّه لا تجوز من هاهنا حتى يأذن لك رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فإنه العزيز وأنت الذليل! فلما جاء رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وكان إنما يسير ساقة ، فشكا إليه
عبد اللّه بن أبي ابنه. فقال ابنه عبد اللّه : واللّه يا رسول اللّه لا يدخلها حتى تأذن له. فأذن له رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فقال : أما إذ أذن لك رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فجز الآن ..


( يتبع )


 

قديم 07-02-2017, 10:53 AM   #447
عمدة الحاره


الصورة الرمزية النجم البعيد
النجم البعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 12-24-2017 (09:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



تابع – سورة المنافقون

محور مواضيع السورة :

وننظر مرة إلى الأحداث ، ومرة إلى الرجال ، ومرة إلى النص القرآني ، فنجدنا مع السيرة ، ومع المنهج التربوي الإلهي ، ومع قدر اللّه العجيب في تصريف الأمور ..

فهذا هو الصف المسلم يندس فيه المنافقون ويعيشون فيه - في حياة الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - قرابة عشر سنوات. والرسول - صلى اللّه عليه وسلم - لا يخرجهم من الصف ، ولا يعرفهم اللّه له بأسمائهم وأعيانهم إلا قبيل وفاته.

وإن كان يعرفهم في لحن القول ، بالالتواء والمداورة. ويعرفهم بسيماهم وما يبدو فيها من آثار الانفعالات والانطباعات. ذلك كي لا يكل اللّه قلوب الناس للناس. فالقلوب له وحده ، وهو الذي يعلم ما فيها ويحاسب عليه ، فأما الناس فلهم ظاهر الأمر كي لا يأخذوا الناس بالظنة ، وكي لا يقضوا في أمورهم بالفراسة! وحتى حينما عرف اللّه نبيه - صلى اللّه عليه وسلم - بالنفر الذين ظلوا على نفاقهم إلى أواخر حياته ، فإنه لم يطردهم من الجماعة وهم يظهرون الإسلام ويؤدون فرائضه. إنما عرفهم وعرّف بهم واحدا فقط من رجاله هو حذيفة بن اليمان - رضي اللّه عنه - ولم يشع ذلك بين المسلمين. حتى إن عمر - رضي اللّه عنه - كان يأتي حذيفة ليطمئن منه على نفسه أن الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - لم يسمه له من المنافقين! وكان حذيفة يقول له : يا عمر لست منهم. ولا يزيد! وكان رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - قد أمر ألا يصلي على أحد منهم مات أبدا. فكان أصحابه يعرفون عند ما يرون الرسول لا يصلي على ميت. فلما قبض - صلى اللّه عليه وسلم - كان حذيفة لا يصلي على من عرف أنه منهم. وكان عمر لا ينهض للصلاة على ميت حتى ينظر. فإن رأى حذيفة هناك علم أنه ليس من المجموعة وإلا لم يصل هو الآخر ولم يقل شيئا! وهكذا كانت تجري الأحداث - كما يرسمها القدر - لحكمتها ولغايتها ، للتربية والعبرة وبناء الأخلاق والنظم والآداب.
وهذا الحادث الذي نزلت فيه تلك الآيات هو وحده موضع عبر وعظات جمة ..


( يتبع )


 

قديم 07-02-2017, 10:53 AM   #448
عمدة الحاره


الصورة الرمزية النجم البعيد
النجم البعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 12-24-2017 (09:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



تابع – سورة المنافقون

محور مواضيع السورة :

هذا عبد اللّه بن أبي بن سلول . يعيش بين المسلمين. قريبا من رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - تتوالى الأحداث والآيات من بين يديه ومن خلفه على حقيقة هذا الدين وصدق هذا الرسول. ولكن اللّه لا يهدي قلبه للإيمان ، لأنه لم يكتب له هذه الرحمة وهذه النعمة. وتقف دونه ودون هذا الفيض المتدفق من النور والتأثير ، تقف دونه إحنة في صدره أن لم يكن ملكا على الأوس والخزرج ، بسبب مقدم رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - بالإسلام إلى المدينة! فتكفه هذه وحدها عن الهدى. الذي تواجهه دلائله من كل جانب. وهو يعيش في فيض الإسلام ومده في يثرب! وهذا ابنه عبد اللّه - رضي اللّه عنه وأرضاه - نموذج رفيع للمسلم المتجرد الطائع. يشقى بأبيه ويضيق بأفاعيله ويخجل من مواقفه. ولكنه يكن له ما يكنه الولد البار العطوف. ويسمع أن رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - يريد أن يقتل أباه هذا. فيختلج قلبه بعواطف ومشاعر متباينة ، يواجهها هو في صراحة وفي قوة وفي نصاعة.

إنه يحب الإسلام ، ويحب طاعة رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - ويحب أن ينفذ أمره ولو في أبيه. ولكنه
لا يطيق أن يتقدم أحد فيضرب عنق أبيه ويظل يمشي على الأرض بعده أمام ناظريه.


وهو يخشى أن تخونه نفسه ، وألا يقدر على مغالبة شيطان العصبية ، وهتاف الثأر .. وهنا يلجأ إلى نبيه وقائده ليعينه على خلجات قلبه ، ويرفع عنه هذا العنت الذي يلاقيه. فيطلب منه إن كان لا بد فاعلا أن يأمره هو بقتل أبيه. وهو لا بد مطيع. وهو يأتيه برأسه. كي لا يتولى ذلك غيره ، فلا يطيق أن يرى قاتل أبيه يمشي على الأرض. فيقتله.
فيقتل مؤمنا بكافر. فيدخل النار ..




( يتبع )


 

قديم 07-02-2017, 10:54 AM   #449
عمدة الحاره


الصورة الرمزية النجم البعيد
النجم البعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 12-24-2017 (09:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



تابع – سورة المنافقون

محور مواضيع السورة :

وإنها لروعة تواجه القلب أينما اتجه وأينما قلب النظر في هذا الموقف الكريم. روعة الإيمان في قلب إنسان ، وهو يعرض على رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أن يكل إليه أشق عمل على النفس البشرية - أن يقتل أباه - وهو صادق النية فيما يعرض. يتقي به ما هو أكبر في نظره وأشق .. وهو أن تضطره نوازعه البشرية إلى قتل مؤمن بكافر ، فيدخل النار ..


وروعة الصدق والصراحة وهو يواجه ضعفه البشري تجاه أبيه وهو يقول :
«فو اللّه لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني». وهو يطلب من نبيه وقائده أن يعينه على هذا الضعف ويخرجه من هذا الحرج لا بأن يرد أمره أو يغيره - فالأمر مطاع والإشارة نافذة - ولكن بأن يكل إليه هو أن يأتيه برأسه! والرسول الكريم يرى هذه النفس المؤمنة المحرجة ، فيمسح عنها الحرج في سماحة وكرامة : «بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا» .. ومن قبل هذا يكف عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه عن رأيه : «فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه؟».

ثم تصرف الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - في الحادث تصرف القائد الملهم الحكيم .. وأمره بالسير في غير أوان ، ومتابعة السير حتى الإعياء ، ليصرف الناس عن العصبية المنتنة التي أثارها صياح الرجلين المتقاتلين :
يا للأنصار! يا للمهاجرين! وليصرفهم كذلك عن الفتنة التي أطلقها المنافق عبد اللّه بن أبي بن سلول ، وأرادها أن تحرق ما بين الأنصار والمهاجرين من مودة وإخاء فريدين في تاريخ العقائد وفي تاريخ الإنسان ..



( يتبع )


 

قديم 07-02-2017, 10:54 AM   #450
عمدة الحاره


الصورة الرمزية النجم البعيد
النجم البعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 12-24-2017 (09:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



تابع – سورة المنافقون

محور مواضيع السورة :
وحديث الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - مع أسيد بن حضير ، وما فيه من تعبئة روحية ضد الفتنة ، واستجاشة للأخذ على يد صاحبها وهو صاحب المكانة في قومه حتى بعد الإسلام! وأخيرا نقف أمام المشهد الرائع الأخير. مشهد الرجل المؤمن عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي. وهو يأخذ بسيفه مدخل المدينة على أبيه فلا يدعه يدخل. تصديقا لمقاله هو : «ليخرجن الأعز منها الأذل». ليعلم أن رسول اللّه هو الأعز. وأنه هو الأذل. ويظل يقفه حتى يأتي رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فيأذن له. فيدخلها بإذنه. ويتقرر بالتجربة الواقعة من هو الأعز ومن هو الأذل. في نفس الواقعة. وفي ذات الأوان.

ألا إنها لقمة سامقة تلك التي رفع الإيمان إليها أولئك الرجال. رفعهم إلى هذه القمة ، وهم بعد بشر ، بهم ضعف البشر ، وفيهم عواطف البشر ، وخوالج البشر. وهذا هو أجمل وأصدق ما في هذه العقيدة ، حين يدركها الناس على حقيقتها ، وحين يصبحون هم حقيقتها التي تدب على الأرض في صورة أناسيّ تأكل الطعام وتمشي في الأسواق.

ثم نعيش في ظلال النصوص القرآنية التي تضمنت تلك الأحداث :
«وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول اللّه لووا رؤوسهم ، ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون» ..


فهم يفعلون الفعلة ، ويطلقون القولة. فإذا عرفوا أنها بلغت رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - جبنوا وتخاذلوا وراحوا يقسمون بالأيمان يتخذونها جنة. فإذا قال لهم قائل : تعالوا يستغفر لكم رسول اللّه ، وهم في أمن من مواجهته ، لووا رؤوسهم ترفعا واستكبارا! وهذه وتلك سمتان متلازمتان في النفس المنافقة.

وإن كان هذا التصرف يجيء عادة ممن لهم مركز في قومهم ومقام. ولكنهم هم في ذوات أنفسهم أضعف من المواجهة فهم يستكبرون ويصدون ويلوون رؤوسهم ما داموا في أمان من المواجهة. حتى إذا ووجهوا كان الجبن والتخاذل والأيمان!


( يتبع )


 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التعريف, الصور, النزول, القرآن, الكريم, بسور, ومحاور, وأسباب, ومقاصد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 0 والزوار 33)
 

تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
«الدوخة».. عارض مزعج وأسباب مجهولة رويم زادك و صحتك 5 02-20-2020 03:55 PM
عملية حسابية لمعرفة رقم الصفحة في القرآن الكريم إعجـــاز خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل 6 01-02-2020 03:39 AM
سجل حضورك بسوره من سور القرآن الكريم فرح خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل 54 01-01-2020 04:28 AM
نساء لم يذكر القرآن الكريم أسمائهن أميرة الاحساس خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل 13 01-01-2020 02:21 AM
الارهاب فى القرآن الكريم .. بقلمى حسن سعد خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل 9 04-12-2018 01:56 PM


الساعة الآن 12:51 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education