كلمة الإدارة |
الإهداءات | |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-03-2017, 11:38 AM | #612 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة القلم
محور مواضيع السورة : ملخص تلك التجربة أن يونس بن متى - سلام اللّه عليه - أرسله اللّه إلى أهل قرية. قيل اسمها نينوى بالموصل. فاستبطأ إيمانهم ، وشق عليه تلكؤهم ، فتركهم مغاضبا قائلا في نفسه : إن اللّه لن يضيق عليّ بالبقاء بين هؤلاء المتعنتين المعاندين ، وهو قادر على أن يرسلني إلى قوم آخرين! وقد قاده الغضب والضيق إلى شاطئ البحر ، حيث ركب سفينته ، فلما كانوا في وسط اللج ثقلت السفينة وتعرضت للغرق. فأقرعوا بين الركاب للتخفف من واحد منهم لتخف السفينة .. فكانت القرعة على يونس. فألقوه في اليم. فابتلعه الحوت. عندئذ نادى يونس - وهو كظيم - في هذا الكرب الشديد في الظلمات في بطن الحوت ، وفي وسط اللجة ، نادى ربه : «لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ! إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» فتداركته نعمة من ربه ، فنبذه الحوت على الشاطئ .. لحما بلا جلد .. ذاب جلده في بطن الحوت. وحفظ اللّه حياته بقدرته التي لا يقيدها قيد من مألوف البشر المحدود! وهنا يقول : إنه لولا هذه النعمة لنبذه الحوت وهو مذموم. أي مذموم من ربه .. على فعلته. وقلة صبره. وتصرفه في شأن نفسه قبل أن يأذن اللّه له. ولكن نعمة اللّه وقته هذا ، وقبل اللّه تسبيحه واعترافه وندمه. وعلم منه ما يستحق عليه النعمة والاجتباء. «فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ» .. هذه هي التجربة التي مر بها صاحب الحوت. يذكر اللّه بها رسوله محمدا - صلى اللّه عليه وسلم - في موقف العنت والتكذيب. بعد ما أخلاه من المعركة كما هي الحقيقة ، وأمره بتركها له يتولاها كما يريد. وقتما يريد. وكلفه الصبر لحكم اللّه وقضائه في تحديد الموعد ، وفي مشقات الطريق حتى يحين الموعد المضروب! إن مشقة الدعوة الحقيقية هي مشقة الصبر لحكم اللّه ، حتى يأتي موعده ، في الوقت الذي يريده بحكمته. وفي الطريق مشقات كثيرة. مشقات التكذيب والتعذيب. ومشقات الالتواء والعناد. ومشقات انتفاش الباطل وانتفاخه. ومشقات افتتان الناس بالباطل المزهو المنتصر فيما تراه العيون. ثم مشقات إمساك النفس على هذا كله راضية مستقرة مطمئنة إلى وعد اللّه الحق ، لا ترتاب ولا تتردد في قطع الطريق ، مهما تكن مشقات الطريق .. وهو جهد ضخم مرهق يحتاج إلى عزم وصبر ومدد من اللّه وتوفيق .. أما المعركة ذاتها فقد قضى اللّه فيها ، وقدر أنه هو الذي يتولاها ، كما قدر أنه يملي ويستدرج لحكمة يراها. كذلك وعد نبيه الكريم ، فصدقه الوعد بعد حين. ( يتبع ) |
|
07-03-2017, 11:38 AM | #613 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة القلم
محور مواضيع السورة : وفي الختام يرسم مشهدا للكافرين وهم يتلقون الدعوة من الرسول الكريم ، في غيظ عنيف ، وحسد عميق ينسكب في نظرات مسمومة قاتلة يوجهونها إليه ، ويصفها القرآن بما لا مزيد عليه : «وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ. وَيَقُولُونَ : إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ». فهذه النظرات تكاد تؤثر في أقدام الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - فتجعلها تزل وتزلق وتفقد توازنها على الأرض وثباتها! وهو تعبير فائق عما تحمله هذه النظرات من غيظ وحنق وشر وحسد ونقمة وضغن ، وحمى وسم .. مصحوبة هذه النظرات المسمومة المحمومة بالسب القبيح ، والشتم البذي ء ، والافتراء الذميم : «وَيَقُولُونَ : إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ» .. وهو مشهد تلتقطه الريشة المبدعة وتسجله من مشاهد الدعوة العامة في مكة. فهو لا يكون إلا في حلقة عامة بين كبار المعاندين المجرمين ، الذين ينبعث من قلوبهم وفي نظراتهم كل هذا الحقد الذميم المحموم! يعقب عليه بالقول الفصل الذي ينهي كل قول : «وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ». والذكر لا يقوله مجنون ، ولا يحمله مجنون .. وصدق اللّه وكذب المفترون .. ولا بد قبل نهاية الحديث من لفتة إلى كلمة «لِلْعالَمِينَ» .. هنا والدعوة في مكة تقابل بذلك الجحود ، ويقابل رسولها بتلك النظرات المسمومة المحمومة ، ويرصد المشركون لحربها كل ما يملكون .. وهي في هذا الوقت المبكر ، وفي هذا الضيق المستحكم ، تعلن عن عالميتها. كما هي طبيعتها وحقيقتها. فلم تكن هذه الصفة جديدة عليها حين انتصرت في المدينة - كما يدعي المفترون اليوم - إنما كانت صفة مبكرة في أيام مكة الأولى. لأنها حقيقة ثابتة في صلب هذه الدعوة منذ نشأتها. كذلك أرادها اللّه. وكذلك اتجهت منذ أيامها الأولى. وكذلك تتجه إلى آخر الزمان. واللّه الذي أرادها كما أرادها هو صاحبها وراعيها. وهو المدافع عنها وحاميها. وهو الذي يتولى المعركة مع المكذبين. وليس على أصحابها إلا الصبر حتى يحكم اللّه وهو خير الحاكمين .. ( يتبع ) |
|
07-03-2017, 11:39 AM | #614 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة القلم
محور مواضيع السورة : قال الصابوني: * سورة القلم من السور المكية التي تعنى بأصول العقيدة والإيمان، وقد تناولت هذه السورة ثلاثة مواضيع أساسية وهي: أ- موضوع الرسالة، والشبه التي أثارها كفار مكة حول دعوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. ب- قصة أصحاب الجنة (البستان) لبيان نتيجة الكفر بنعم الله تعالى. ج- الآخرة وأهوالها وشدائدها، وما أعد الله للفريقين: المسلمين والمجرمين. ولكن المحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو موضوع (إثبات نبوة محمد) صلى الله عليه وسلم. * ابتدأت السورة الكريمة بالقسم على رفعة قدر الرسول صلى الله عليه وسلم وشرفه وبراءته مما ألصقه به المشركون من اتهامه- وحاشاه- بالجنون، وبينت أخلاقه العظيمة، ومناقبه السامية {ن والقلم وما يسطرون ما انت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم} الآيات. * ثم تناولت موقف المجرمين من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعد الله لهم من العذاب والنكال في دار الجحيم {فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين..} الآيات. * ثم ضربت مثلا لكفار مكة في كفرانهم (نعمة الله) العظمى عليهم، ببعثة خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم إليهم، وتكذيبهم به، بقصة أصحاب الجنة (الحديقة) ذات الأشجار والزروع والثمار، حيث جحدوا نعمة الله، ومنعوا حقوق الفقراء والمساكين، فأحرق الله حديقتهم وجعل قصتهم عبرة للمعتبرين {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم} الآيات. * ثم قارنت السورة بين المؤمنين والمجرمين، على طريقة القرآن في الجمع بين الترغيب والترهيب {أفنجعل المسلمين كالمجرمين..}؟ الآيات. * وتناولت السورة الكريمة، القيامة وأحوالها وأهوالها، وموقف المجرمين في ذلك اليوم العصيب، الذي يكلفون فيه بالسجود لرب العالمين فلا يقدرون {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} الآيات. * وختمت السورة الكريمة بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى المشركين، وعدم التبرم والضجر بما يلقاه في سبيل تبليغ دعوة الله، كما حدث من يونس عليه السلام، حين ترك قومه وسارع إلى ركوب البحر، دون إذن من الله {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم} الآيات. ( يتبع ) |
|
07-03-2017, 11:39 AM | #615 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة القلم
محور مواضيع السورة : قال محمد الغزالي: {ن والقلم وما يسطرون}. هل القلم المقسم به هو أداة المعرفة العامة؟ ربما، فالكتابة من أهم وسائل المعرفة. أو المقصود كتابة القرآن نفسه وتسجيل ما حوى من حكمة بالغة؟ هذا هو الأظهر هنا. فالقرآن الكريم أهم كتاب ظهر في الدنيا، وهو من ألفه إلى يائه وحى خالص لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وقد اختار الله لتبليغه الإنسان الأول في الوجود فكرا وشرفا وسيرة، فلا قيمة لكلام الأعداء {ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم}. أما أعداء الوحى، فنفر من الناس لا يزينهم شيء، وستكشف الأيام عن دعاواهم وأحوالهم- وقد كشفت- فذهبوا بددا وبقى الإسلام. وقوله تعالى: {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة}، يفيد أن مشركى مكة سوف يتأبون على الإسلام أولا ثم يعرفون الحق، ويدخلون فيه وينصرونه. وذاك ما وقع! فإن ملاك الحديقة المذكورة شحوا بحق الفقراء فيها، فأهلك الله ثمرها فلما ندموا على رذيلتهم {قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون}. ومن يرغب إلى الله يتب الله عليه، ويلقه بقبول حسن. وقد أعز الله قريشا بالإسلام بعدما أهانت نفسها بالكفر. أما المصرون على زيغهم فلا مستقبل لهم {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون}؟ ومنطق الكفار في شتى الأحوال لا يسانده عقل ولا نقل، ولذلك قال الله سبحانه متهكما بهم {أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون}. إنه لا شيء لديهم يستندون إليه سوى الغرور والتعلق بالأوهام. وأمامهم حساب شاق يندمون فيه، ولات ساعة مندم {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}. وكشف الساق مثل لبلوغ الأمر غاية. ولا عذر للكافرين في هذا الموقف؟ فقد خوطبوا فعاندوا، وأعطوا فرصا شتى فأضاعوها {فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والصبر على متاعبه وتحمل أذى المشركين مهما بلغ {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت..}. وقد مرت على صاحب الرسالة ليال كالحة عانى فيها من الحرج والألم ما يهز الرواسى، ولكنه ثبت حتى أدى الأمانة كاملة. وترك رسالة يحرسها جيل جليل نفخ فيه من روحه وبأسه فنشرها في العالمين. وعالمية الإسلام مذكورة في آيات كثيرة، وبدأ ذلك في أوائل الوحى النازل بمكة {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين}. لقد عرف محمد أنه رسول العالم أجمع من وقت مبكر. فسورة القلم المكية من أوائل السور نزولا.. ( يتبع ) |
|
07-03-2017, 11:39 AM | #616 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة القلم
محور مواضيع السورة : سميت هذه السورة الكريمة بسورة القلم لأنها ابتدأت بالقسم على رفعة قدر النبي صلى الله عليه وسلم وشرفه وبراءته مما ألصقه به المشركون من اتهامه على أنهّ صلى الله عليه وسلم ساحر ومجنون, وعلى رأسهم الوليد بن المغيرة لعنة الله على الظالمين. هذه السورة المكية شأنها شأن ما سبقها من السور التي تعنى بأصول العقيدة والايمان, وقد تناولت أربعة مواضيع أساسية: 1. موضوع الرسالة والشبهات التي أثارها كفار مكة حول دعوته صلى الله عليه وسلم, ما انت بنعمة ربك بمجنون* وانّ لك لأجرا غير ممنون* على ما تحملت من الأذى في سبيل الحق وتبليغ دعوة الله , أجرا غير مقطوع ولا ممنوع, يامن تتصف بالأدب الرفيع والخلق الفاضل الكريم ,االذي جمعت لك فيه كل الفضائل والكمالات الانسانية , وانك لعلى خلق عظيم. ما هذا الشرف العظيم الذي لم يدرك شأوه بشر من قبللك يا نبي الله صلى الله وسلم وبارك عليك ما ذكر الله عزوجل الذاكرون وما غفل عن ذكره الغافلون, , فأي شرف يا نبي الله وربّ العزة تبارك وتعالى يصفك بهذا الوصف الجليل: وانك لعلى خلق عظيم, وأيّ كرامة تنالها أيها النبي الكريم؟ صلى الله وسلم عليك تسليما كثيرا, عليه وسلم؟ لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسم بالمثل والأخلاق العظيمة, اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر, فقد كان خلقه صلى الله عليه وسلم: الصدق,العلم, الحلم, شدة الحياء, كثرة العبادة, السخاء, الصبر, الشكر,التواضع, الزهد, الرحمة, الشفقة, حسن العشرة, والأدب, الى غير ذلك من الخلال والصفات الكريمة العالية والأخلاق الفاضلة, ورحم الله من قال فيه صلى الله عليه وسلم: اذا الله أثنى بالذي هو اهله عليك فما مقدار ما تمدح الورى؟ ( يتبع ) |
|
07-03-2017, 11:39 AM | #617 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة القلم
محور مواضيع السورة : 2. عدم طاعة أحد في معصية الخالق, وعلى رأسهم رؤساء الكفر والضلال الذين كذبوا بالرسالة والقرآن, وأمره بعدم طاعة الفاجر الحقير المغتاب والذي يمشي بالنميمة بين الناس, والبخيل الممسك يده عن الانفاق في سبيل الله, وكل ظالم متجاوز في الظلم والعدوان, كثير الآثام والاجرام, الجاف القاسي غليظ القلب , والعديم الفهم , وابن الزنى اللقيط والذي اطلق عليه القرآن الكريم لفظ الزنيم اسما, وما الى ذلك من الأوصاف اللعينة الذميمة التي أجمع المفسرون وعلى رأسهم ابن عباس رضي الله عنما أنّ هذه الآيات نزلت في الوليد بن المغيرة الذي كان يسهزأ يستهزيء بآيات القرآن الكريم كلما تليت, ويقول عنها خرافات وأباطيل المتقدمين اختلقها النبي صلى الله عليه وسلم, ونسبها الى الله عزوجل, فأنزل الله تبارك وتعالى ردا على ادعاءاته الباطلة قوله: سنسمه على الخرطوم, أي سنكويه له أنفه لتبقى له علامة يعرف بها الى موته, وكني بالخرطوم عن أنفه على سبيل الاستخفاف به, لأنّ الخرطوم للفيل والخنزير, فاذا شبه أنف انسان به كان في غاية الاذلال والاهانة, وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: سنخطم أنفه بالسيف فنجعل ذلك علامة باقية على أنفه ما عاش, وقد خطم يوم بدر بالسيف, لأجل ذلك يقال في الذليل رغم أنفه, واذا كانت السمة على الوجه فيها شين فما بالنا ان كانت من الوجه؟ وقد قيل أنّ الوليد بن المغيرة كان دعيّا في قريش وليس منهم, بمعنى أنه دخيل عليهم , ولم يعرف الوليد بن المغيرة نفسه أنه ابن زنى الا بعدما نزل فيه تسع آيات فيها تسع صفات من صفاته القبيحة, وقد ختمها الله تعالى بزنيم, والزنيم هو ابن الزنا, وقد روي أنه عندما نزلت التسع آيات التالية: فلا تطع المكذبين* ودّوا لو تدهن فيدهنون* ولا تطع كلّ حلاف مهين* همّاز مشّاء بنميم* منّاع للخير معتد أثيم* عتلّ بعد ذلك زنيم, جاء الوليد الى أمه وقال لها: أنّ محمد (صلى الله عليه وسلم) قد وصفني بتسع صفات كلها ظاهرة فيّ وأعرفها غير التاسع منها, ويقصد بذلك لفظ زنيم, والزنيم بلغة العرب هو اللقيط أو ابن الزنا, ثم قال لها بلغة التهديد: ان لم تصدقيني الخبر ضربت عنقك بالسيف, فقالت له: انّ أباك كان عنينا (أي لا يستطيع معاشرة النساء) فخفت على المال الكثير الذي بحوزته أن يذهب لغيري, فمكنت راعيا من نفسي وحملت بك , وهو لا يعلم الا أنك ابنه, وأنت ابن ذلك الراعي. ( يتبع ) |
|
07-03-2017, 11:39 AM | #618 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة القلم
محور مواضيع السورة : بقي أن نذكر للقاريء الباحث عن المعرفة بأنّ الوليد بن المغيرة كان له من الأبناء عشرة, وثلاثة منهم دخلوا الاسلام وهم:الصحابي الجليل وسيف الله المسلول خالد بن الوليد, والوليد بن الوليد, وهشلم بن الوليد رضي الله عن ثلاثتهم, وشتان , شتان ما بين الوالد والمولود, ومن أحسن من الله قولا وهو يقول: أفمن كلن مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون. 3. قصة أصحاب البستان لبيان نتيجة الكفر بنعم الله تعالى, وهي شبيهة الى حدما بقصة البستانين الواردة في سورة الكهف. 4. الآخرة وأهوالها وشدائدها, كما في قوله تعالى: يوم يكشف عن ساق ويدعون للسجود فلا يستطيعون وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون وبما أعده الله تعالى لكلا الفريقين المسلمين والمجرمين, كما في قواله عزجل: أنجعل المسلمين كالمجرمين؟ وختمت السورة بحث النبي صلى الله عليه وسلم على االصبر على المشركين وتحمل أذاهم وعدم التبرّم والضجر مما يلقاه صلى الله عليه وسلم منهم في سبيل تبليغ دعوة الله عزوجل, كما حدث مع يونس عليه الصلاة والسلام حين ترك قومه وسارع الى ركوب البحر, وقد عبّر القرآن الكريم عن ذلك بقوله عزوجل: فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى ربه وهو مكظوم ( يتبع ) |
|
07-03-2017, 11:39 AM | #619 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة القلم
محور مواضيع السورة : سورة القلم وقصة أصحاب الجنة قالى تعالى فى كتابه الحكيم : بسم الله الرحمن الرحيم {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ(1)مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ(2)وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ(3)وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ(4)فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ(5)بِأَيِّيكُ ُ الْمَفْتُونُ(6)إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(7)} يقول الحافظ بن كثير : سورة القلم من الصور المكية والمعروف ان الصور المكية أغلبهايدور على بيان العقيده وتقريرها والاحتجاج لها ، وضرب الأمثال لبيانها وتثبيتها وسورة القلم تدور على ثلاث محاور مهمين وهم على النحو التالى : 1- موضوع الرسالة، والشبه التي أثارها كفار مكة حول دعوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. 2- قصة أصحاب الجنة "البستان"، لبيان نتيجة الكفر بنعم الله تعالى. 3- الآخرة وأهوالها وشدائدها، وما أعدَّ الله للفريقين: المسلمين والمجرمين من جنة الجلد وجنهم وبئس المصير. ولكن الموضوع الأساسى الذي تدور عليه السورة الكريمة هو موضوع إِثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . * ابتدأت السورة الكريمة بالقسم على رفعة قدر الرسول صلى الله عليه وسلم وشرفه وبراءته مما ألصقه به المشركون من اتهامه - وحاشاه - بالجنون، وبينت أخلاقه العظيمة، ومناقبه السامية { ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإِنَّ لك لأجراً غير ممنون وإِنك لعلى خُلُقٍ عظيم} .. الآيات. من 1 الى 4 * ثم تناولت موقف المجرمين من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أعدَّ الله لهم من العذاب والنكال {فلا تطع المكذبين ودُّوا لو تُدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاَّف مهين ..} الآيات من 8 الى 10 * ثم ضربت مثلاً لكفار مكة في كفرانهم نعمة الله العظمى ببعثة خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم إليهم وتكذيبهم به بقصة أصحاب الجنة "الحديقة" ذاتِ الأشجار والزروع والثمار، حيث جحدوا نعمة الله ومنعوا حقوق الفقراء والمساكين، فأحرق الله حديقتهم وجعل قصتهم عبرةً للمعتبرين {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذْ أقسموا ليصر مُنَّها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم} الآيات 17 الى 20 * ثم قارنت السورة بين المؤمنين والمجرمين، على طريقة القرآن في الجمع بين الترغيب والترهيب {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ..} الآية 35 * وتناولت السورة الكريمة القيامة وأحوالها وأهوالها، وموقف المجرمين في ذلك اليوم العصيب، الذي يكلفون فيه بالسجود لربِّ العالمين فلا يقدرون {يوم يكشف عن ساقٍ ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} الآية 42 * وختمت السورة الكريمة بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى المشركين، وعدم التبرم والضجر بما يلقاه في سبيل تبليغ دعوة الله كما حدث من يونس عليه السلام حين ترك قومه وسارع إلى ركوب البحر {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم} الآية 48 ( يتبع ) |
|
07-03-2017, 11:40 AM | #620 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة القلم
محور مواضيع السورة : بيان رفعة قدر النبي صلى الله عليه وسلم {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ(1)مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ(2)وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ(3)وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ(4)فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ(5)بِأَيِّيكُ ُ الْمَفْتُونُ(6)إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(7)} سبب النزول: نزول الآية (2) {ما أنت ..}: أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: كانوا يقولون للنبّي صلى الله عليه وسلم: إنه مجنون، ثم شيطان، فنزلت: {ما أنت بنعمة ربِّك بمجنون}. نزول الآية (4) {وإِنك لعلى خلق عظيم}: سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلقه، فقالت: كان خلقه القرآن، ألست تقرأ القرآن: {قد أفلح المؤمنون} إلى عشر ءايات [المؤمنون: 10]. {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} نون حرف من الحروف المقطعة، ذكر للتنبيه على إعجاز القرآن .. أقسم تعالى بالقلم الذي يكتب الناس به العلوم والمعارف، فإن القلم أخو اللسان ونعمة من الرحمن على عباده والمعنى: أُقسم بالقلم وما يكتبه الكاتبون على صدق محمد وسلامته مما نسبه إليه المجرمون من السفه والجنون، وفي القسم بالقلم والكتابة إشادة بفضل الكتابة والقراءة، فالإِنسان من بين سائر المخلوقات خصه الله بمعرفة الكتابة ليفصح عما في ضميره {الذي علَّم بالقلم * علَّم الإِنسان ما لم يعلم} وحسبك دليلاً على شرف القلم أن الله أقسم به في هذه السورة تمجيداً لشأن الكاتبين، ورفعاً من قدر أهل العلم، ففي القلم البيان كما في اللسان، وبه قوام العلوم والمعارف، قال ابن كثير: والظاهر من قوله تعالى {وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} أنه جنس القلم الذي يكتب به، وهو قسم منه تعالى لتنبيه خلقه على ما أنعم به عليهم من تعليم الكتابة التي بها تنال العلوم {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} أي لست يا محمد بفضل الله وإنعامه عليك بالنبوة مجنوناً، كما يقول الجهلة المجرمون، {يا أيها الذي نُزِّل عليه الذكر إنك لمجنون} قال ابن عطية: هذا جواب القسم، وقوله {بنعمة ربك} اعتراض كما تقول للإِنسان: أنت - بحمد الله - فاضل {وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ} أي وإِنّ لك لثواباً على ما تحملت من الأذى في سبيل تبليغ دعوة الله غير مقطوع ولا منقوص {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} أي وإنك يا محمد لعلى أدب رفيع جم، وخلق فاضل كريم، فقد جمع الله فيه الفضائل والكمالات .. يا له من شرف عظيم، لم يدرك شأوه بشر، فربُّ العزة جل وعلا يصف محمداً بهذا الوصف الجليل {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وقد كان من خلقه صلى الله عليه وسلم العلم والحلم، وشدة الحياء، وكثرة العبادة والسخاء، والصبر والشكر، والتواضع والزهد، والرحمة والشفقة، وحسن المعاشرة والأدب، إلى غير ذلك من الخلال العلية، والأخلاق المرضية ولقد أحسن القائل: إذا الـلــه أثنى بالذي هو أهــله عليك فما مقدار ما تمدح الورى؟ {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ} أي فسوف ترى يا محمد، ويرى قومك ومخالفوك -كفار مكة - إذا نزل بهم العذاب {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} أي أيكم الذي فتن بالجنون؟ هل أنت كما يفترون، أم هم بكفرهم وانصرافهم عن الهدى؟ قال القرطبي: والمفتون: المجنون الذي فتنه الشيطان، ومعظم السورة نزل في "الوليد بن المغيرة" و "أبي جهل" وقد كان المشركون يقولون: إن بمحمد شيطاناً، وعنوا بالمجنون هذا، فقال الله تعالى سيعلمون غداً بأيهم المجنون أي الشيطان الذي يحصل من مسه الجنون واختلاط العقل {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} أي هو سبحانه العالم بالشقي المنحرف عن دين الله وطريق الهدى {وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} أي وهو العالم بالتقي المهتدي إلى الدين الحق، وهو تعليل لما قبله وتأكيد للوعد والوعيد كأنه يقول: إنهم هم المجانين على الحقيقة لا أنت، حيث كانت لهم عقول لم ينتفعوا بها، ولا استعملوها فيما ينجيهم ويسعدهم. ( يتبع ) |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التعريف, الصور, النزول, القرآن, الكريم, بسور, ومحاور, وأسباب, ومقاصد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 0 والزوار 27) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
«الدوخة».. عارض مزعج وأسباب مجهولة | رويم | زادك و صحتك | 5 | 02-20-2020 03:55 PM |
عملية حسابية لمعرفة رقم الصفحة في القرآن الكريم | إعجـــاز | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 6 | 01-02-2020 03:39 AM |
سجل حضورك بسوره من سور القرآن الكريم | فرح | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 54 | 01-01-2020 04:28 AM |
نساء لم يذكر القرآن الكريم أسمائهن | أميرة الاحساس | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 13 | 01-01-2020 02:21 AM |
الارهاب فى القرآن الكريم .. بقلمى | حسن سعد | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 9 | 04-12-2018 01:56 PM |