(( ثـــلاثـــة الله خصمهــم يــوم القيـــامــة فمـــن هـــم ))؟
::
::
::
((قال اللهُ : ثلاثةٌ أنا خصمهم يومَ القيامةِ )):
رجلٌ أعطى بي ثم غدرَ ،
ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنَه ،
ورجلٌ استأجرَ أجيرًا فاستوفى منهُ ولم يُعْطِه أجرَه))
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2227
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر... إلخ
* فقوله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة وفي رواية:
ومن كنت خصمه خصمته وهذا صحيح فلا أحد يقدر أن يخاصم الله تعالى.
* الأول: رجل أعطى بي ثم غدر
الغدر : هو الخلف وأعطى بي: يعني:
تعهد، وقال: لك عهد الله وميثاقه أنني أوفيك في كذا،
أو لا آخذ منك إلاقدر كذا وكذا، ثم إنه غدر، فهذا يخصمه الله يوم القيامة
والغدر من صفات المنافقين كما ورد في الحديث:
أربع من كن فيه كان منافقا خالصا،
ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها
وذكر منها قوله: إذا عاهد غدر .
*****************
وفي حديث آخر أنه عليه السلام قال :
يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان ابن فلان
والغدر كذب؛ لأنه يتوثق منك وتتوثق منه، ثم لاتفي بذلك.
*****************
* الثاني: ورجل باع حرا فأكل ثمنه
فهذا أكل حراما؛ لأن بيع الحر حرام، يعني: إذا قهر إنسانا فظلمه،
وقال: هذا مملوكي، هذا عبدي، ثم باعه فأكل ثمنه.
* الثالث: ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره
وهذا أيضا حرام، أن يستأجر رجل لعمل ما ثم إذا انتهى من العمل
يمنعه حقه ولا يعطيه أجره ويقع هذا كثيرا- والعياذ بالله- في هذه الأزمنة،
بالنسبة للعمالة؛ يستقدمونهم كعمال، ويفرضون لهم هناك- مثلا- أن أجرتك ألف،
فإذا جاء إلى هنا لم يعطه إلا ستمائة أو نحوها، فهذا خيانة وكذب،
حتى ذكر لي أحد العمال أنه جاء على كفالة شركة وقد فرضوا له راتبا أربعمائة
وفرضوا له أيضا سكنى ونفقة ينفقونها عليه،
ثم إنهم جعلوه خادما في مسجد ولم يعطوه إلا غرفة صغيرة،
أما الأجرة فبخسوه ولم يعطوه إلا مئتين وخمسين، أليس هذا منتهى الظلم؟!
وقالوا: إن هذا الراتب يشمل نفقة طعامك.
فلا شك أن هؤلاء ممن يكون الله تعالى خصمهم يوم القيامة.