#1
|
||||||||
|
||||||||
وردةً لا تذبل
كثير من الناس يظن أن طريق السعادة طريق رحب واسع مفروش بالورود ، فإذا وقع به بلاء في هذا الطريق ظن أنه قد ضل الطريق
بل قد يظن أنه سار منذ البداية في الطريق الخاطئ .. ولم يدرك هؤلاء أن طريق السعادة به أشواك .. بل كثير من الأشواك طريق الحق هو طريق السعادة ، ولو مر بالشوك وآذاه .. فهو يمر على الشوك في سعادة ومن أشد ما يسعد المرء أن يجد مؤازرًا له في هذا الطريق يشد من أزره ويدفعه للأمام . إن من لوازم الحب في هذا الطريق ألا يستسلم أي من الطرفين .. وإن اشتد الألم من الأشواك وألا يدفعه طول الطريق وقسوته إلى أن يتخلى عن رفيق دربه .. وهذا عين الوفاء قال تعالى في علامات المتَّقين الصادقين (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة: 177] . الوفاء عملة نادرة، والقلوب هي المصارف، وقليلة هي المصارف التي تتعامل بهذا النوع من العملات الحب الجميل الصادق تبقى ذكراه إلى الأبد والحب الكاذب ينتهي إلى آخر نقطة في قاع الجرح . ثلاثة أشياء تسقط قيمة المرأة حب المال، والأنانية، وحب السيطرة، وثلاثة ترفعها التضحية والوفاء والفضيلة . للوفاء معاني كثيرة، أجملها صديق قلبه يفيض باهتمام لا يجف . لسانك موقفك، فلا تهنه، ولا تكثر في وعد لا تستطيع الوفاء به أو وعيد لا يجد ما يدعمه في قدرتك الذي لا وفاء عنده لإخوانه عند نزول المحن بهم، لا وفاء عنده لأمته عندما تحتاج إليه . الدنيا مسألة حسابية، اطرح منها التعب والشقاء، واجمع لها الحب و الوفاء واترك الباقي لرب السماء هي أشياء تُعطى ولا تُطلب، عفوية الحَديث اهتِمام الأحبـة ووفاء الأصدقاء سئل أحد العرب، بأي شيء يعرف وفاء الرجل دون تجربة واختبار، قال بحنينه إلى أوطانه، وتلهفه على ما مضى من زمانه أَجَابَ الشَعْرُ حِينَ دَعَا الوَفَاءُ وَكَانَ إِذَا دَعَوْتُ بِهِ إِبَاءُ فَإِنْ يَعْجَزْ بَيَانِي حَيْثُ فَنِّي فَلَيْسَ بِعَاجِزٍ حَيْثُ الَولاَءُ نَجِيبٌ وَهْوَ مَا هُوَ فِي وَدَادِي وَإِجْلاَلِي أَيُخْطِئُهُ الثَّنَاءُ أَحَقُّ فَتَىً بِمَا تَصِفُ القَوَافِي فَتىً فِيهِ الشَّجَاعَةُ وَالحَيَاءُ الوردة .. كم هي جميلة ورقيقة .. ولكنها ستذبل يومًا ما أما الوفاءُ يظل في القلب وردةً لا تذبل مهما كان البلاء ومهما كانت الشدة يبقى الوفاء زاهيًا لا يذبل بحال عرفنا بعضنا البعض، وتبادلنا الحروف مجردين من أي مراكز ومناصب، ما يميزنا هو رقينا وأخلاقنا مع بعض حروفنا تدفعها مشاعرنا وصدقنا، وإن غابت حروف بعضنا لاذ بوحنا بالوفاء له نتفقده أخت وأخا، فقد أحببنا وجودهم، نستظل هنا تحت مملكة الحب والود، فهلموا إلى جموح الوفاء لأنه سمة إنسانية، فكيف نجردها من أخلاقنا . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اعتني بزهرتك قبل أن تذبل | هيبة ملك | ضفاف المنبر العام | 13 | 12-22-2017 02:57 AM |