دلائل قدرة الله تعالي في خلق الكون والسموات والأرض والكوكب والنجوم والمجرات وفق نظام دقيق محكم دون خلل أو اضطراب وسبحان الله الخالق الذي قدر كل شئ فأحسن تقديره
من يتأمل ويتدبر في آيات الله تبارك وتعالى في هذا الكون الذي نعيش فيه يدرك عظمة الله الخالق ودلائل قدرته في خلق هذا الكون الواسع ويصبح من الذاكرين لربهم عز وجل في جميع الأحوال ، قال تعالى "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار". (آل عمران:189-190). من الدلائل الكونية علي عظمة ربنا تبارك وتعالى وكمال قدرة الله خلق السموات والأرض في ستة أيام وفق ما اقتضت الحكمة الإلهية، فالله سبحانه وتعالي هو الذي رفع السموات بغير أعمدة وأنه ممسك بالسموات لكي لا تقع الأرض ولولاها لانتهت الحياة علي الأرض، قال تعالى "الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون" (الرعد، آية: 2). ويقول علماء الفلك أننا لو أردنا استبدال قوى الجاذبية التي خلقها الله بين السموات والأرض بأعمدة فأننا نحتاج إلي ما يزيد عن مليار عمود قطر الواحد منها خمسة أمتار يفصل بين كل منهما مسافة عمود واحد وأصبحت الحياة علي الأرض مستحيلة فسبحان الله الذي جعل في هذا الكون من الآيات ودلائل القدرة التي نستدل بها عليه تبارك وتعالى ويزداد بها المسلم إيمانا فوق إيمانه . ومن دلائل قدرة الله تعالي أيضا في الكون هذا الكم الهائل من المجرات والكواكب والنجوم والأقمار والتي تسير وتتحرك في الكون بسرعة رهيبة دون حدوث تصادم ببعضها البعض فكل شيء يسير وفق نظام محكم ومتناسق شديد الدقة قدرة الله عز وجل الذي قال في كتابه العزيز:" والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم*والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم*لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) (يس: 38-40). سخر الله تعالى القمر وجعله آية من آياته ودليل علي قدرته وعظمته تبارك وتعالى، يستمد القمر نوره من الشمس ويعكس هذا الضوء علي الأرض ويتحرك وفق نظام دقيق والتي يحدث بسببها ظاهرة تحول القمر من هلال إلى بدر في نظام بديع وينشأ عن ذلك حدوث الليل والنهار والشروق والغروب وغيرها من الدلائل على قدرة الله تبارك وتعالى في خلق الكون ، يقول تعالى: ﴿ ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير"(لقمان:29 ﴾ ويقول تبارك وتعالي: " ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون" (فصلت:37). كل هذه الآيات والدلائل تشهد علي عظيم قدر الله تبارك وتعالي وقدرته في هذا الكون الشاسع الذي يجري فيه كل شيء وفق نظام دقيق ومحكم قدره الله سبحانه دون خلل أو اضطراب وسبحان الله الخالق الذي قدر كل شيء فأحسن تقديره.